الطلاق عملية معقدة ومؤلمة يمكن أن تتسبب في تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة على كلا الشريكين، بما في ذلك الرجل المطلق. بينما غالبًا ما يتم التركيز على النساء عند الحديث عن آثار الطلاق، إلا أنه من المهم الاعتراف بأن الرجال أيضًا قد يعانون بشكل كبير ومن مختلف النواحي بعد الانفصال.
على المستوى النفسي، يمكن للرجال الذين مرّوا بطلاق ملاحظة مجموعة من المشاعر الصعبة مثل الحزن، الغضب، الخجل، والعجز. فقدان العلاقة الزوجية التي كانت جزءاً حيوياً من حياتهم يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالفراغ وانعدام الاستقرار العاطفي. بعض الرجال قد يشعرون بالألم بسبب فكرة الفشل الزواجي وقد يلومون أنفسهم على تفكك العلاقة. هذا النوع من الضغط النفسي يمكن أن يساهم أيضاً في ظهور مشكلات صحية جسدية مثل القلق وزيادة الوزن.
من الناحية الاجتماعية، قد يواجه الأزواج السابقون تحديات جديدة فيما يتعلق بالتفاعل مع أفراد العائلة الآخرين والأصدقاء والأطفال. إذا كان هناك أطفال في الصورة، فإن دور الآباء بعد الطلاق قد يتغير بشكل كبير مما يؤثر على العلاقات بين الوالدين والمراهقين وبقية الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، قد يجد العديد من الرجال المتزوجين سابقاً صعوبة في بناء علاقات رومانسية مستقبلية نتيجة للخوف من الوحدة المستمرة أو رفض التجارب السابقة.
بالإضافة لذلك، الاقتصاد هو جانب آخر مهم يجب مراعاته عقب الطلاق. سواء كانوا هم الداعمين الرئيسيين للعائلة أم لا، قد يحتاج الرجال المصابون بالطلاق لإعادة هيكلة دخل المنزل وقد يعانون اقتصادياً لفترة مؤقتة حتى يستقر الوضع الجديد لهم وللعائلة الجديدة إن وجدت.
ختاماً، رغم أنها ليست رحلة سهلة أبداً بالنسبة لأحد الجانبين عقب طلاق، إلا أنه بإمكان كلٍ من الرجال والنساء استخدام هذه التجربة كتجربة تعليمية لتطوير فهم أفضل لأنفسهم وكيفية التعامل مع الحياة الشخصية بدون شريك حياة. التواصل المفتوح والحصول على المساعدة المهنية عندما تحتاج إليها هي خطوات أساسية نحو الشفاء والتقدم خلال مرحلة ما بعد الطلاق العالمية.
