تعتبر الرحلة البحرية تجربة مثيرة ومذهلة للكثيرين؛ ولكن هناك نوع خاص من هذه التجارب يتمثل في كونها على متن أكبر سفينة في العالم. تُعدّ السفينة "إم إس إيكو"، والتي تعرف رسمياً باسم MV Evergreen, واحدة من أكثر الظواهر الفريدة والباهرة في عالم الشحن العالمي الحديث. إليكم نظرة شاملة حول هذا العملاق البحري.
تم بناء MS Eco (أو MV Evergreen كما يُعرف أيضاً) بواسطة شركة سامسونج هيبون لصناعة السفن الكورية الجنوبية وتم الانتهاء منها عام 2018. وتبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي 24 ألف حاوية تقريباً، مما يجعلها الأكبر حجماً بين جميع السفن الحاويات التي تعمل حالياً حول العالم. وبمقارنة حجمها مع بعض الأرقام المعروفة يمكن القول إنها بحجم مدينة صغيرة! فعرض تلك الجائحة يصل إلى ضعف عرض ملعب كرة القدم التقليدي، بينما طولها يعادل مضاعفات ذلك الملعب عدة مرات.
على الرغم من الضخامة البدنية لهذه السفينة، إلا أنها مصممة لتكون فعالة وفعالة اقتصاديًا أيضًا. إن تصميمها المتقن يسمح لها بتقليل استهلاك الوقود بنسبة كبيرة مقارنة بسفينة ذات نفس القدرة التخزينية ولكنه أقل كفاءةً. وهذا ليس فقط جيداً للأداء الاقتصادي للشركة المالكة وإنما له أهميته البيئية أيضاً إذ يساعد في الحد من الانبعاثات الغازية المضرة بالبيئة.
بالرغم من كل القدرات العالية لأعمال النقل والملاحة الخاصة بها، فإن حياة الطاقم الذين يعملون عليها ليست سهلة دائمًا بسبب ظروف العمل الصعبة المرتبطة بموقعها الكبير نسبياً داخل موانئ تحميل وتفريغ الشحنات الصغيرة نسبيًا. ومع ذلك، تعتبر "إم إس إيكو" رمزا للتقدم والتحديات المستمرة في مجال نقل البضائع العالمية الحديثة. فهي تمثل جبهة جديدة تماما بالنسبة لقطاع شحن البضائع الدولي وهي الخطوة الأولى نحو مستقبل ربما نشهد فيه مثل هذه الهياكل البحرية المهيبة بشكل متكرر نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي الحالي والسريع.