تعد رياضة الجودو واحدة من الفنون القتالية التقليدية التي اكتسبت شعبية واسعة حول العالم بسبب مزيجها الفريد بين الرياضة والتدريب العسكري. ومع هذا الانتشار الواسع، يأتي الحاجة إلى تنظيم دقيق للحفاظ على سلامة اللاعبين وضمان المنافسة عادلة. قوانين الجودو، والتي يتم تطويرها وتحديثها بشكل مستمر بواسطة الاتحاد الدولي للجودو (IJF)، تلعب دوراً أساسياً في تحقيق هذه الأهداف.
القانون الرئيسي الذي يحكم مسابقات الجودو هو "القبض"، والذي يشكل جوهر اللعبة. يبدأ اللقاء عندما يقوم كل لاعب بالقبض على الآخر بإحدى الطرق الثلاثة المحددة - الوقوف خلف خصمه مباشرةً مع وضع يديك تحت ذراعيه واصابعك متجهة للأعلى (أوكيواسي)؛ أو الوقوف بجوار صدر الخصم وملامسة ظهر كتفيه وأسفل ركبتهما (أوسويتي)، أو أخيراً أخذ الشريك من الخلف وضخه نحو الأرض (أوروشي). بعد ذلك تبدأ عملية النقاط بناءً على كيفية استخدام هؤلاء القبضات لتحقيق "يوكو" أو "وازا".
بالإضافة إلى القبضات، هناك أيضاً قواعد متعلقة بالأرضيات والجوائز والنظام العام للمباراة. مثلاً، يُعتبر الضرب غير المشروع مثل لكمة الوجه خطاً جريمة ويمكن أن يؤدي إلى رسوب اللاعب فورياً. كما يوجد نظام للنقاط يسمح بالحصول على نقطة كاملة ("إيبون") عند القيام بحركة سحب ناجحة خارج الملعب، بينما يمكن الحصول على نقطتين ("وازاري") إذا تم تنفيذ حركة غير مكتملة داخل المنصة ولكن لم تؤدي لإسقاط الخصم تماماً. أما بالنسبة للنظام العام، فلابد أن تكون ملابس جميع المشاركين بيضاء اللون وأن يحافظوا عليها نظيفة وخالية من الأشياء الغريبة خلال فترة المباراة.
في حالة انتهاء الوقت بدون فائز واضح، قد ينتقل الأمر لأوقات إضافية تُسمى "Golden Score Period" حيث يستمر اللعب حتى يحدث أول إسقاط صحيح قبل نهاية الفترة الزمنية الإضافية القصيرة. وفي حال استمرار التعادل حتى النهاية، تتم دعوة حكم ثالث لتحديد الفائز باستخدام آلية القرار الخاصة به.
بشكل عام، تعد قوانين الجودو ضرورية ليس فقط لفهم تفاصيل هذه الرياضة الرائعة ولكنه أيضًا لحماية الجميع المعنيين فيها بما فيهم اللاعبين والحكام والحضور الجماهيري. إنها تعكس مدى أهمية الاحترام المتبادل والقرب الروحي لهذه الرياضة مما يعطيها لمسة فريدة مقارنة بمختلف أنواع الرياضات الأخرى الموجودة اليوم عالميًا.
