التواضع فضيلة كريمة تشكل ركيزة أساسية لأي نموذج إنساني راقٍ ودين سماوي شامل مثل الإسلام. إن تأثيرات هذه الخاصية الروحية العميقة تمتد لتشمل حياة الفرد الاجتماعي والشخصي بشكل كبير، كما ترتد تلك التأثيرات بالنفع أيضاً على تماسك نسيج مجتمع المسلمين ووحدتهم.
آثار التواضع على الفرد
يشكل التواضع مصدر قوة وثبات داخلي للفرد المسلم، يعينه على تجاوز تحديات الطريق نحو الكمال الروحي والدنيوي. عندما يتصف شخص ما بالتواضع، فإن ذلك يجعله محبوبًا لدى الآخرين، وقد أكدت النصوص الدينية الصحيحة ارتباط هؤلاء الأشخاص برحابة قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الحساب. تتضمن ثمار التواضع الكريمة فيما يلي:
* تحقيق الكمال الشخصي: يساهم التواضع في تطوير شخصية الفرد عبر مختلف الجوانب الحيوية لديه؛ فتظهر علاماته واضحةً في تصرفاته ومعاملاتها واتصالاته اليومية.
* تشجيع المعروف: يشجع صاحب خلق التواضع على القيام بالأفعال الطيبة والعطف مع مخلوقات الله كافة بحسب توجيهات الدين الإسلامي.
* الرحمة واللين: تمثل الرحمة واللطافة سمات بارزة لسلوك الشخص المتواضع تجاه زملائه من البشر وصديق الوصال رب العالمين.
* الثقة بالنفس: رغم عدم اطماع النفس في مكارم الأمجاد الزائلة، إلا أنه يحقق حالة صفاء ذهني عميق وتقدير احترام مبنيٌّ على فهم عميق لقيم ذاتيته واحترام قدراته الشخصية.
تأثير التواضع على المجتمع
يتمثل دور التواضع كمكون أساسي لتماسك روابط رابط اجتماعي مؤازر يحتاج إليه المجتمع بصفته ذاكر موقف مركزي ضمن منظومة القيم الإنسانية المثالية. تتمثل آفاق النموذة الاجتماعية الناجمة عن أخلاق التواضع بما يلي:
* تعزيز الشعور بالقرب والمحبة: تساهم روح التعايش المشترك المستند للبركة الداخلية لتحقيق قدر هائل من المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع ذاته.
* تعزيز التفاعليات الإنسانية المختلفة بين الأفراد: ترسخ مشاعر الاحترام المتبادل والثقة والسعادة والاستقرار النفسي والجماعي للأجيال جيلا بعد جيل داخل بيئة اجتماعية واحدة تحت مظلة دين واحد هو دين الإسلام الغراء.
* مكافحة الانحرافات والتطرف: يساعد نشر ثقافة التسامح والقناعة ونبذ الرياء والبهرجة لفكرة التفوق البداعي المهدر للساعي إليها -وهذا يعني ترك مساحة فارغة للإبداع المنضب بطريق أخرى-. يؤدي ذلك إلى تفادي الكثير من التصورات الضالة المغلوطة حول زيف الانتماء للحقيقة المطهرة والتي غالبًا ماتنتشر بسبب استفحال حسد ومراقبة مغرضتين للغاية.
مكانة التواضع في الإسلام
تمثل قيمة التواضع جانباً رئيسياً محاسن التعليم المبنية للدين الإسلامي الجامع لكل خير وصلح أمر المؤمنين. فهي تنبع مستمدة بتطبيق مبدأ التسليم لحكمة التدبير الرباني الخالق عز وجل وعدم الاعتراضات غير المفيدة للنظام العام المتحكم بالإنسان وماحول مجاله الحيوي منه مما يكفل تحقيق انتظام سيرورة حياته الطبيعية بلا اضطراب ولا انقطاعات مفاجأة مزعجه وغير علمية. ويعكس التطبيق العملي لهذه القاعدة النظرية موضوعيًا بأن يكون المسلم مبتغي التقليل من نفسه أمام مدبره جل وعلى وأمام معلموماته خلال اعماله ورزائمه وخلال حديثه وطرق مشيه وكل نواياه المصاحبة لمواقفه بالحياة العامة الخاصة والنظرية أيضًا .
الفوائد المرتبطة بمباهج خلقة التواضع
تتلخص المكاسب الجلية لشريعة التبسط عن اعتلاء الأعنية بمايلي :
1️⃣ صاحب الفضل الأعظم اتباع سنة رسول رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
2️⃣ عودة وصال العلاقات المقطوعة بإيحاء روح الخير والخير فقط.
3⃣️ منع شيطان الليل والنهار من تمريره لأوامره المضاهية لإفساد هدوء نفوس بني آدم بعامة.
4⃣️ الشعور بسعادة نفسية مميزاتها الفرح الداخلي المتجدد باستمرار لمدة طويلة نسبياً مقارنة بنظائر آخرين*.
5⃣️ الحصول رضا علام الغيوب سبحانه وتعالى وآمل الحصول نعيم جنات عرضها أتساع السماوات والأرض وهذه إحدى مهم الاستجابة للإلتزام الديني الشرعي حسب أحكام أحكام كتب سلف الصحابي الكبير ابن عباس رضوان الله تعالى عنه " الجنة تحت أقدام الأمهات", وفي المقابل مرصد مرضاة الكافرين ملعونة جهنم نار دائخة تحترق فيها قلوب طاغوت إبليس وأتباع طريق عباده الجان وجميع الأحناف اليههود والنصارى المنافقون منهم كفرة حقيرة.