بدأت الصحافة في الجزائر رحلتها الطويلة منذ الاستعمار الفرنسي عندما كانت الوسائل الإعلامية جزءاً هاماً من مقاومة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الخارجي. أول صحيفة جزائرية صدرت عام 1861 كانت "La Liberté"، لكنها لم تستمر لفترة طويلة بسبب الرقابة الشديدة التي فرضتها الحكومة الفرنسية آنذاك. بعد ذلك، شهدت فترة الثورة التحريرية الوطنية زيادة كبيرة في نشر المنشورات السياسية والدعائية.
بعد استقلال الجزائر في العام 1962، بدأت الدولة الجديدة العمل على تطوير قطاع الصحافة المحلية. تم إنشاء العديد من المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية والتي ساهمت بشكل كبير في تنوع وجهات النظر والأصوات داخل المجتمع الجزائري. ومع ذلك، واجهت هذه الفترة تحديات عديدة مثل القيود الحكومية على حرية التعبير ونظام الترخيص الصارم للتلفزيون والإذاعة والتوزيع الورقي.
في العقود الأخيرة، شهدت الصحافة الجزائرية تحولًا ملحوظًا نحو عالم رقمي أكثر انفتاحًا وانخراطًا مع الجمهور العالمي. ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي كأداة مهمة للصحفيين لكسر الحواجز التقليدية لنشر الأخبار والمقالات وتحقيق الوصول إلى جمهور واسع ومتنوع. بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور المواقع الإخبارية الإلكترونية العربية وغير العربية إلى تعزيز مكانة الصحافة الجزائرية دوليًا.
اليوم، تحتل الصحافة الجزائرية موقعا متميزا بين الأوساط الإعلامية العربية والعالمية وذلك نتيجة لتاريخ عريق وخبرة غنية وإسهامات متنوعة تسعى دائمًا لتلبية احتياجات المتلقين محليا وعربيا ودوليا. رغم كل العقبات التي تواجهها بما فيها المنافسة الشرسة والحاجة المستمرة للإصلاح، تبقى الصحافة الجزائرية رمزا للقوة الثقافية والفكر الحر.