للرياضة مكانة خاصة في حياة البشر منذ القدم، حيث ارتقت هذه النشاطات البدنيّة من كونها مجرد تمارين بسيطة لتتحول إلى جزء أساسي في روتين الحياة اليومي. يمكن تعريف الرياضة بأنها مجهود جسماني مخطط ومُرتَّب وفق قواعد محددة، هدفها الرئيسي هو تحقيق التوازن بين الصحة الجسمانية والعقلية للإنسان. لقد عرف القدماء أهمية الرياضة، سواءً في الحروب أو في حياتهم اليومية. فعلى سبيل المثال، اعتمد الرومان على التدريبات البدنية القاسية لتحضير جيوشهم للقتال. بينما اهتم الإغريق بتنمية الجسم والعقل من خلال الألعاب الأوليمبية الشهيرة.
في عالمنا الحديث، تعددت أشكال الرياضة وأصبح لها تنظيم دولي واضح عبر المؤسسات العالمية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، واتحادات أخرى متنوعة لكل نوع رياضي. تشمل قائمة الألعاب الأكثر شهرة كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة، والتنس، والسباحة، والعدو الريفي، بالإضافة إلى ألعاب شعبية كالتennis الغولف وكل ما يختص بكمال الاجسام والصراع العنيف مثل المصارعة والملاكمة وغيرهما الكثير.
إن الفوائد الصحية المرتبطة بالممارسة المنتظمة للرياضة عميقة ومتنوعة. أولاً، تساهم الرياضة في تقليل وزن الجسم وبالتالي الوقاية من أمراض مزمنة مرتبطة بالسمنة كتلك المتعلقة بارتفاع مستوى السكر وضغط الدم وكذلك أمراض القلب. ثانياً، توفر حصانة ضد هشاشة العظام والشعور بالتعب والإرهاق المبكر فضلاً عن تأخير علامات الشيخوخة المبكرة. علاوة على ذلك، تؤثر الرياضة بشكل مباشر على الوظائف العقلية إذ تساعد دورة الدم الواصلة للدماغ على رفع القدرة على التركيز والاستيعاب والحفظ. أيضًا تتسبب عملية التمرين في إنتاج هرمونات مسؤولة عن الشعور بالإسترخاء والسعادة وهو أمر ضروري لصحة نفسية أفضل.
إذا نظرنا للأبعاد الاجتماعية للرياضة نجد أنه يتم بناء العلاقات وتطوير المهارات الشخصية أثناء مشاركات الفرق المشتركة مما يعزز شعور الأفراد بثقة أكبر بالنفس واحتراما أعلى للقوانين الموضوعة داخل اللعبة وخارجها أيضا. أخيرا وليس آخرا فإن الانضباط والقوة الداخلية المكتسبة نتيجة مواجهة تحديات ونتائج سلبية تلعب دور كبير في بناء شخصية أقوى أمام المواقف المختلفة بالحياة سواء أكانت مهنية ام اجتماعية . لذلك ، يعد التحاق الأطفال بنشاط بدني منتظم أحد أكثر القرارات حكمة لرعاية نموهم الشامل وصنع مستقبلهم المزدهر .