ملخص النقاش:
### القرير التفصيلي للمناقشة:
تناولت هذه الجلسة الافتراضية موضوع حساس يتعلق باستقلالية المعرفة الأكاديمية وكيف يمكن أن يتعرض هذا المجال الحساس للتلاعب بسبب التقاء السياسات الحكومية وأهداف القطاعات المالية والاستثمارية.
بدأ الحديث مع مشاركة عبد السميع بن الأزرق حيث أعرب عن اعتقاده بأن تلاعب المعرفة للأغراض السياسية أو الاقتصادية أمر محتمل الحدوث عند اندماج البحث العلمي بالمصلحة العامة. واستدل بأنه قد تستغل نتائج بعض الدراسات لدعم سياسات معينة، مما يؤثر مباشرة على صنع القرار المجتمعي. واقترح أنه لتحقيق العدالة والحفاظ على صدقية العلم، يجب تكثيف جهود رصد وتحليل مدى توافر شروط الشفافية والموضوعية ضمن المشاريع البحثية المختلفة.
وتابع أيمن العروسي فكرة زميله الأول مؤكدًا أنها تحمل الكثير من الحقيقة. فهو يرى أيضًا كيف أن الخلط بين السلطتين - السياسية والاقتصادية - بإمكانه تحريف نتائج الأعمال العلمية الأصيلة. ويعرض رؤية مفادها ضرورة رفع مستوى الوضوح والأمانة العلمية خلال الطور التجريبي حتى بعد نشره انتهاء الأمر. بالإضافة إلى تطبيق إجراءات رادعة ضد المصدر الإشكالي لضمان عدم حدوث مثل تلك التصرفات مرة أخرى مستقبلا.
تحدثت إيناس السالمي مجيبة على مداخلتَيْ السابقَين قائلة: وإن كانت حجتهم منطقية فيما يتعلق بأهمية توثيق جميع العمليات الجارية تحت مظلة التعليم المرتفع بتلك الصورة المثلى؛ إلا ان هناك حاجة ملحة أيضا لممارسة المزيد من اليقظة الدائمة تجاه تحصيل المعلومة لدى المواطنين عامة وكذلك طلبتها الجامعات خصوصا خدمة لفائدة منظومات علمية أقل عرضة للاستقطابات الخارجية اياً تكن طبيعتها.
"بالرغم من اتفاقي مع كل منهم، لكن يبدو لي أن مهمة وضع قانون تنظيمي شامل للتحكم بكيفية تنظيم سير الأمور تبقى الخطوة الأولى الواجب القيام بها"، هذا ما صرح به عبد السميع بن الأزرق كرد فعل جديد عليه.
"على الرغم من كون فكرة اللجوء لقوانين مشددة تبدو واجبا مهما للغاية حاليا، الا انه يسعنا ايضا العمل بصورة موازية لإحداث تغيير عميق جدّا داخل بيئته التقليدية الخاصة بابتعاث طلابه وأساتذته خارج حدود الوطن بغرض اجتيازه لعوارض أصعب بكثير من تلك المؤثرة داخليا." ، هكذا اختتم حديثه أثناء نقاشاته المستمرة وسط الآخرین.
وفي نهاية مداخلاته الأخيرة اعترف اصحاب النقاش الاتفاق المتبادل عليهم حيث اقروا بان الجمع المنتظر بين تطبيق قوانين مناسبة فضلا عن خلق ثقافة جديدة تعتمد أساسآ علي احترام حرية الوصول للعلم بدون تدخل بشري سيكون أفضل سبيلٍ للحفاظ على قدرتك الطبيعية للوصول لها.