بدأت مسيرة المنتخب المصري في المنافسات العالمية عندما شاركت لأول مرة في نهائيات كأس العالم عام 1934 التي أقيمت بإيطاليا. وعلى الرغم من الخروج المبكر أمام المجر بنتيجة ثقيلة (4-2)، إلا أن هذه التجربة كانت بداية لانطلاق كرة القدم المصرية على المسرح الدولي.
منذ تلك البداية الأولى وحتى اليوم، خاض الفراعنة خمس حملات لكأس العالم، رغم اختلاف النتائج والمستويات بين كل فترة وأخرى. وقد شهد عام 1990 عودتهم إلى البطولة بعد غياب دام نصف قرن تقريبًا بمشاركة مميزة برز فيها اللاعبون أمثال أحمد الكأس وإبراهيم حسن ومحمد بركات وغيرهم ممن تركوا بصمة واضحة خلال مواجهاتهم مع هولندا وإنجلترا وإيرلندا.
وفي نسخة 2018 التي استضافتها روسيا، حقق الفريق نجاحا ملحوظا تحت قيادة المدرب هيكتور كوبر بتصدر مجموعته الصعبة متقدما على منتخبات صعبة مثل الأوروغواي والسعودية وروسيا المضيفة نفسها، لكن ربع النهائي كان نهاية مشوارهم حين توقف حلم التأهل للدور التالي عند يد سويسرا القوية.
على مر العقود، ظل أداء المنتخب مصري متأرجحاً ما بين المواسم الجيدة والسيئة؛ فبعد الغياب الطويل عقب مونديال إيطاليا '66، ظهر مجدداً بطورين مختلفين بحلول التسعينيات وبداية القرن الحادي والعشرين عبر مجموعة جديدة من النجوم الذين ساهموا بشكل كبير في إعادة الثقة للمشجعین العرب بأن بلاد الفراعنة قادرة دائماً على تقديم العروض الرائعة وسط عباقرة الكرة الأوروبية والأمريكية الجنوبية. ومع ذلك، يظل هدف تحقيق الانتصار التاريخي الكبير واستعادة لقب "البطل العربي" نصب عينيه نحو المستقبل.
إن رحلة المنتخب المصري في المحفل العالمي ليست مجرد ممارسة رياضية، فهي تعكس روح الأمّة وتاريخها الرياضي المجيد عبر الزمن.