يعتبر الأمن الغذائي أحد أهم تحديات العصر الحديث التي تواجه العالم. إن ضمان توافر الغذاء الصحي والمستدام لجميع الأفراد يتطلب جهودا متضافرة تشمل الحكومات والمنظمات الدولية والأفراد على حد سواء. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف النبيل:
- تطوير الزراعة المستدامة: تعتبر الزراعة المحورية في عملية إنتاج الغذاء. يمكن تعزيز الإنتاجية الزراعية عبر استخدام تقنيات زراعية مستدامة مثل الدورة البيولوجية، والإدارة المتكاملة للآفات، وري المياه الفعال. كما يُشجّع دعم مبادرات البحث والتطوير لتطوير أصناف جديدة من المحاصيل أكثر مقاومة للجفاف وأقل حاجة للمبيدات الحشرية والكيميائيات الضارة الأخرى.
- زيادة القدرة على تخزين وتوزيع الغذاء: يعد انعدام البنية التحتية للتخزين والتوزيع عاملاً رئيسياً في فقدان الأطعمة وانتهائها صلاحيتها قبل الوصول إلى الفقراء ومحدودي الدخل. ولذلك فإن بناء مخازن حديثة ومعالجة سلسلة التوريد بشكل فعال أمر ضروري لمنع هدر الطعام وضمان توفره للأسر المحتاجة.
- تحسين الأمن الغذائي الريفي: تساهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية غالبًا في سوء التغذية وانعدام الغذاء في المناطق الريفية. ويمكن معالجتها من خلال إتاحة فرص عمل بديلة للشباب وخلق مشاريع صغيرة لصناعة وتحويل المنتجات المحلية إلى منتجات غذائية ذات قيمة أعلى للبيع محليا وإقليميا ودوليا.
- تعزيز التعليم حول الصحة والتغذية: يرتبط الجهل بنقص المعرفة بشأن اتباع نظام غذائي مدروس ومتوازن ارتباطاً وثيقاً بسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية لدى كثيرين. ومن ثم فإنه من المهم نشر الوعي بين الناس عن طرق تعديل النظام الغذائي لهم ولمجتمعاتهم والعناية بتحسين عادات الأكل الصحية لديهم مما يؤدي إلى تغيير ثقافة الاكتفاء بالminimium standard of living نحو العمل نحو الاحتفاظ بدرجة عالية من السلامة الصحية العامة والحصول على غذاء جيد نوعية ومناسب للسكان كافة بلا فرق ديني ولا اجتماعي ولا عرقي.
- الشراكة العالمية والاستثمار الدولي: تنشأ العديد من المشاكل المرتبطة بالأمن الغذائي بسبب عدم المساواة وعدم الإنصاف العالمي وهو ما يدفع بالحاجة الملحة لدعم الدول النامية وبرامج مكافحة المجاعة فيها وتعويض نقص مواردها المالية والبشرية وقدراتها التقنية الخاصة بها وذلك بإمدادها بمزيدٍ من مساعدات المنظمات الدولية وحكوماتها الراعية لها وبتمكين تلك البلدان من امتلاك أدوات لحل هذه القضية المحيرة والتي تؤثر تأثير مباشر غير قابل للحجب غالباً على حياة ملايين الأشخاص كل سنة بعدد يصل إلي مليار شخص حاليًا وفقا لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO .
وفي النهاية فإن تحقيق الأمن الغذائي ليس مجرد مسؤولية فردية بل هو واجب مجتمعي عالمي يستوجب مشاركة جميع الأطراف الفاعلة بما يعطي دفعة كبيرة لمساعدة المجتمع الإنساني بكشل عام ويضمن له حق الحصول علي وجبات صحيه وآمنة تلبي احتياجاته اليوميهُ دون خوفٌ من نقص الغذاء الملائم صحياً وسعرِيَا أيضاً!