إدريس البصري: رحلة سياسيّ مميّزة عبر التاريخ الحديث للمغرب

تولى إدريس البصري، وهو شخصية سياسية بارزة في المغرب، عدة مناصب هامة خلال مسيرة مهنية امتدت لأكثر من ربع قرن. ولد هذا الزعيم في مدينة سطات بالمغرب في ا

تولى إدريس البصري، وهو شخصية سياسية بارزة في المغرب، عدة مناصب هامة خلال مسيرة مهنية امتدت لأكثر من ربع قرن. ولد هذا الزعيم في مدينة سطات بالمغرب في الثامن من نوفمبر عام ١٩٣٨م، ونبغ منذ صغره اهتمامه بالقانون والدراسات الأكاديمية المتخصصة فيه؛ فعقب حصوله على باكالوريوس التعليم الثانوي، واصل تعليمه الجامعي بحماس وشغف شديدين مما أدى للحصول لاحقاً علي درجة علمية متقدمة الا وهي الدكتوراة بالسنة 1975 ، والتي عززتها بدراسات قانونية مكثفة بمختلف جامعات البلاد منها مؤسسة "العلم العليا" الواقعة بالعاصمة الفرنسية باريس .

بعد بداية مبكرة لمسيرة العمل الحكومي التي انطلقت بندوة عامة لرصد الاستدامة بالأراضي المحلية بإداراتها المختلفة, تطورت خبراته العملية بشكل ملحوظ ليصبح رئيسا لإحدى أقسام الشرطة الجنائية. ومن هنا تكاثرت مسؤولياته إذ تسلق مؤهلاته القيادية سلّم الترقية العمودي منتقلا لوظيفة مديرٍ لدائرة متابعة ملفوطات الولاية والأجهزة الرسمية عليها , واستمر كذلك مديرا عاما لشئون مراقبة الأوضاع والتغيرات الجغرافية لفترة زمنية طويلة نسبياً.

وفي العام 1979 ميلاديّة, جاء دوره الانتخابي لتولي موقع وزرائي بالداخلية وتمسك بهذا المنشور لسنتتين غير أنه وبعد مرور سبعة اعوام أخرى زادت صلاحياته فصار يدير قلم وزارتي الداخليات والإعلام سوياً بالإضافة لتوليه حقيبة الوزارتة العامة ولم يزل يشرفعلى تلك المهام مجتمعة نحو عقدكامل من السنوات!

ومن جانبه لم يستطع الرئيس إدريس البصري الاحتفاظ بتواجده المستقر طويل المدى ضمن دائرة النخبة الفوقية بلندن السياسية حين قرر ملك جديد لأرض وطنه تغيير مجريات الأمور برسم نهاية حقبة حكمه بنفس اليوم التالي لجلسة تشكيل الحكومة الجديدة الموافق له يوم الثاني عشر من أكتوبر للسنتين التسعين . ورغم خسارته لمنسوب شأنه إلا إنه ظل محافظا عل وصاياه بما لديها الكثير للتذكروالتعلم ولذلك يبقى لها مكان سامٍ تحت السماء رغم دخوله عالم الموتى آخر أسبوع لعشرة شهور التالية اخلاء الخدمة الثانية والعشرين لشهر اغسطس لعام ألف وثمانية ومئة وثمانية وثمانون ودفن جسده الطهور بنواحي العاصمة الفرنسيّة باريس بعد معاناة قصيرة لكن مرض سرطان القلب أثقلت كفته وانطفئت نور روحه عن آخر العمر.

بجانب خصائصه التقليدية فهي أيضا تحمل مواهب أدبيّة مكتوبا اثر اجتهاده العلمي المبهر مجموعة كتب متنوعة تتحدث جميعهاعن تراكم الحقائق حول كيفية تدبير المناطق والجهات الحدوديّة بكفاءة عالية تأثر بها المجتمع الغربي كثيرا بل أصبح مرجع مهم لهم فيمايتعلق بالإدارة البلد المقابل الخاص بهم.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات