الاستاتيكا الاجتماعية هي أحد الفروع الرئيسية لعلم الاجتماع، والتي تولي التركيز على التحليل العميق للمجتمعات البشرية حين تكون مستقرة بطبيعتها ومستمرة في انسجامها الداخلي. يأتي هذا المصطلح من الفلسفة الفرنسية لأوجست كونت، ويُعرَّف عادةً بأنه الدراسة للسلوكيات والقواعد والأنظمة الاجتماعية الثابتة والمستقرة داخل المجتمع.
في سياق الاستاتيكا الاجتماعية، يتم التركيز على فهم كيفية عمل القوى الديناميكية الداخلية والخارجية على تثبيت النظام الاجتماعي الحالي وحافظته. هذه النظرية تعتمد على فكرة أن المجتمع يمكن تقسيمه إلى ثلاثة مستويات رئيسية - الأفراد، العائلات، والدولة - وكل منها يلعب دوراً حاسماً في تحقيق الاستقرار الشامل.
ومن منظور آخر، تستكشف الاستاتيكا الاجتماعية طبيعة الزمان والمكان في العلاقات الاجتماعية. فهي تشرح كيف أن بعض العادات والعلاقات تتطلب وقتاً كبيراً لتتشكل وتصبح جزءاً ثابتاً من البنية الاجتماعية. ومن ثم فإن هدفها ليس فقط وصف واقع اجتماعي موجود ولكن أيضا تفسير سبب استمرارية تلك الهياكل واستقرارها عبر الزمن.
على الرغم من أهميتها التاريخية، إلا أن هناك نقد يسطع حول مفهوم الاستاتيكا الاجتماعية. يُرى أنها قد تنكر التنوع والتغير الطبيعي الذي يحدث داخل المجتمعات. ومع ذلك، يبقى دورها بارزاً في توضيح العناصر الأساسية للإنسان والجماعة الذي يحفظ توازن وقوة المجتمعات.
إذا قارنّا الاستاتيكا الاجتماعية بفرع آخر مهم في علم الاجتماع وهو الديناميكا الاجتماعية، سنلاحظ الاختلاف الكبير بين الاثنين. بينما تبحث الأولى في ثبات الأمور، تركز الأخيرة على حركة التغيير والتكيف المستدامين ضمن المجتمع. وكلا المنظورتين مكملة للأخرى في تقديم صورة أكثر شمولاً للحياة الاجتماعية المعقدة.