القفز الطويل، إحدى الرياضات التي تتطلب مزيجاً دقيقاً من الشجاعة والقوة والرشاقة. يتميز هذا الحدث داخل الألعاب الأولمبية وبين مختلف المنافسات الوطنية والدولية بتقديمه لأبرز الإنجازات البشرية فيما يخص القدرة على التحليق عبر الهواء والتخطي لمسافات طويلة.

على مر التاريخ، شهدت هذه الرياضة العديد من الأرقام القياسية التي ما زالت تحتفظ بمكانتها حتى اليوم. يعود أول رقم قياسي معروف إلى عام 1891 عندما حقق الأمريكي إيميت كيلي مسافة بلغت 6.56 متر (21 قدم و6 إنش). ولكن مع تقدم التقنيات وتطور التدريب، بدأت المسافات تتزايد بشكل ملحوظ.

في العام 1934، أكد الدولي الألماني لويس لاندي الرقم القياسي العالمي حين وصل طوله فوق العارضة بحوالي 8.13 متراً (26 قدم و8 إنش). ظل لاندو يحافظ على لقبه لمدة عقد تقريباً قبل أن يكسر الأمريكي رايلان جونسون سجلاته مرتين خلال الأعوام 1967 و1968 بإجمالي طول قدره 8.90 متراً (29 قدم و2 إنش).

لكن الجائزة الأكبر ذهبت للسويدي كارل لوشستروم عام 1991 حيث تجاوز حاجز الـ9 أمتار ليصبح أول شخص يسجل أكثر من تسعة أمتار في منافسة رسمية للقافز العريض. وقد نجح في تحقيق تلك المغامرة البعيدة الضخمة ثلاث مرات فقط خلال فترة مهنة قصيرة جدًا!

مع مرور الوقت ومع تغير الظروف البيئية وعوامل أخرى مثل الاختلاف الجيني بين الأفراد، تحددت حدود جديدة لهذه الرياضة المثيرة. ومع ذلك فإن روح المحاولة والتحسين مستمرة بلا توقف مما يجعل كل يوم فرصة لإضافة المزيد من النجوم الجديدة لسماء انجازات الرياضيين العالميين .