في المملكة الأردنية الهاشمية، يعتبر حفل الزفاف مناسبة خاصة تتميز بتنوعها وعمق جذورها الثقافية والتاريخية. هذه العادات ليست مجرد مراسم روتينية، بل هي تعكس الهوية الوطنية والأعراف الاجتماعية التي يتم تناقلها جيلاً بعد جيل. منذ البداية، تبدأ التحضيرات بزيارة عائلة الخاطب لوالد الفتاة المعروفة باسم "الخطوبة"، وهي فرصة للتعبير الرسمي عن نوايا الزواج. يأتي الخطابون إلى بيت عائلة المرأة محملين بالهدايا التقليدية مثل الحلويات والكاكاو والشاي. هذا اللقاء غالبًا ما يشهد نقاشاً حول تفاصيل الشروط والعرف الاجتماعي المرتبط بمهر الزوجة.
بعد الموافقة، يبدأ تنظيم حفل الزفاف نفسه والذي يتضمن العديد من المراحل. أولها هو "العقد"، وهو الحدث الرسمي للزواج حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء لحضور عقد القران بين الطرفين أمام شهود ومحرمات وفقا للشريعة الإسلامية. ثم يأتي يوم الفرح الرئيسي، والمعروف بـ"الحنة". هنا تجتمع النساء فقط لتقديم الرقصات الشعبية والحكايات القديمة بينما تُوضع الحنة على يد العروس وأقدامها كرمز للحظ الجيد والسعادة المستقبلية.
وفي اليوم التالي، يُقام احتفال آخر يسمى "ليلة الدخلة"، حيث ترتدي العروس ثوبها التقليدي الفخم ويُنظم لها موكب فرح كبير تقوده مجموعة من الرجال وهم يحملون عصيًا مزينة بالأعلام ويرددون أناشيد شعبية قديمة محفورة في ذاكرة كل أردني. وفي نهاية المسيرة، يصل الجميع إلى منزل أهل العريس حيث تستقر هناك حتى الصباح.
هذه الأعراس تؤكد عمق الروابط المجتمعية والعائلية في الأردن، فهي تجمع بين الماضي والحاضر بطريقة فريدة تعبر عن روح الأمّة وجمال تراثها العريق.