يلعب الشباب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل البلاد وتعزيز الديمقراطية الحقيقية. إن مشاركة الشباب في العملية السياسية ليست مجرد حق دستوري لهم؛ بل هي مسؤولية اجتماعية وأخلاقية تستند إلى إيمان عميق بالقيم الإنسانية المشتركة والرغبة في تحقيق مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً. هذه المشاركة لا تنحصر فقط في التصويت خلال الانتخابات، ولكن تتعداه ليشمل النقاشات العامة، وتنظيم المجتمع المدني، والتفاعل مع القضايا الوطنية والإقليمية.
تشهد العديد من الدول تقدماً ملحوظاً عندما يتعلق الأمر بدعم ودعم فعال لمشاركة الشباب في السياسة. ويمكن رؤية هذا بشكل واضح في زيادة نسبة الناخبين الشباب الذين يشاركون بنشاط في عملية صنع القرار السياسي. ومع ذلك، فإن التركيز ينبغي أن يتحول أيضاً نحو دعم فئات أخرى مثل الطالبات الجامعيات ورجال الأعمال والشباب غير المتفرغين للعمل الحكومي التقليدي.
بالإضافة لذلك، يعد التعليم العام جزءًا أساسيًا لتحفيز الشباب على المشاركة. يمكن للمدارس والكليات تقديم دورات حول المواطنة والديمقراطية لتثقيف الطلاب حول حقوقهم وواجباتهم كمواطنين. وبذلك يتم تطوير التفكير النقدي لديهم وتمكينهم من فهم أهمية اتخاذ قرارات سياسية مدروسة ومستنيرة. كما تساهم وسائل الإعلام الحديثة بشكل كبير في رفع الوعي السياسي بين الجماهير الشابة عبر الإنترنت ومن خلال البرامج التلفزيونية والمقالات الصحفية.
وفي الأخير، يجب الاعتراف بأن هناك مجموعة متنوعة من العوائق التي تواجه شباب اليوم عند محاولتهم المشاركة فعليا في الحياة السياسية. فقد يعاني بعض منهم من مشاكل اقتصادية قد تحد من قدرتهم على الوصول إلى معلومات ذات صلة بالانتخابات وغيرها من الأحداث السياسية الهامة. علاوة على ذلك، يشعر البعض الآخر بعدم وجود خيارات متاحة أمامهم داخل الأحزاب والقوى السياسية الموجودة حالياً مما يؤثر سلبا على عزيمة هؤلاء الشبان للتوجه للتسجيل والتصويت. ولذلك، فإن إيجاد حلول مبتكرة لهذه العقبات أمر ضروري لبناء نظام سياسي يعكس صوت الجميع ويضمن المساواة الحقيقية لكل طبقات المجتمع المختلفة بما فيها أصوات الشباب الواعدة المستقبلاً!
