كان روجيرو سيزار دي ليما، والمعروف باسم كافو، رمزًا بارزًا لفناني دفاع كرة القدم العالمية وواحد من أكثر المدافعين تأثيرًا في تاريخ كرة القدم البرازيلية. ولد كافو في 8 يونيو عام 1970 في إيتابيرا، ريو دي جانيرو، البرازيل. بدأ رحلته مع كرة القدم أثناء نشأته في الأحياء الفقيرة الشهيرة "الفavelas"، وهو الأمر الذي شكل شخصيته القوية والعاطفة التي لطالما تميز بها كل نجوم كرة القدم البرازيلية.
انضم كافو إلى نادي فلامنغو البرازيلي عندما كان عمره ثمانية عشر عامًا فقط، وتم اختياره للعب تحت قيادة مدرب الفريق آنذاك زيكو - أسطورة كرة القدم البرازيلية العظيمة. سرعان ما جذب انتباه عالمي بسبب أدائه الاستثنائي والدفاع الصلب الذي يمزج بين المهارة والجدارة بالثقة. هذا الأداء لم يؤدِه إلى الحصول على جائزة أفضل لاعب شاب في أمريكا الجنوبية عام 1992 فحسب، بل جعل منه أيضًا أول لاعب برازيلي ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز حين انضم لنادي ساندرلاند العام التالي.
لكن نقطة تحول كبيرة جاءت عندما أصبح جزءاً من منتخب البرازيل لكرة القدم الوطني. شارك كافو لأول مرة مع المنتخب عام 1994 وحقق معه إنجازاً تاريخياً بفوزه بكأس العالم FIFA للمرة الرابعة. ولكن اعتبر العديدون أن ذروة مسيرته كانت خلال مونديال 1998 الفرنسي حيث قاد فريقه نحو المباراة النهائية قبل خسارتهم أمام فرنسا المضيفة. وعلى الرغم من هذه الخسارة المؤلمة، فقد حصل كافو حينها على الجائزة الفردية الأكثر شهرة وهي جائزة الحذاء الذهبي كأفضل مدافع في البطولة مما يعكس تقديره العالمي كمُحارب بلا هوادة داخل الملعب.
استمر كافو في التوهج حتى نهائيات كأس العالم 2002 والتي شهدت عودته التاريخية بعد غياب دام ست سنوات منذ آخر مباراة دولية له ضد هولندا قبل أحداث سبتمبر/أيلول الدراماتيكية عام 2001 بالإرهاب الدولي. وقد اختتم مشواره الدولي بتحقيق لقب كأس العالم الثالث له والبرازيل الخامسة بشكل عام، متوجا بذلك مسيرته الناجحة باعتباره اللاعب الأكثر ظهوراً مع منتخب بلاده بـ142 مباراة.
بعد الاعتزال الرسمي عام 2006 وبعد فترة قصيرة كمدرب مؤقت لفريق الشباب بنادي سانتوس البرازيلي، اتجه كافو إلى العمل الإنساني حيث أصبح سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة لشؤون البيئة والصندوق العالمي للحياة البرية WWF. وواصل تعزيز القضايا الاجتماعية الهامة مثل التعليم والتوعية حول حماية الطبيعة والحفاظ عليها.
في المجمل، يُعتبر اسم كافو مرادفا للإخلاص والإلتزام والقيادة داخل وخارج الملعب. إنه مثال حي لما يمكن تحقيقه من عمل جاد وتفاني كبير في مجال الرياضة وفي الحياة عموما.