تعتبر البطالة الهيكلية أحد أشكال البطالة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات الاقتصادية الهيكلية. هذه الظاهرة ليست نتيجة لتباطؤ مؤقت في النشاط الاقتصادي، ولكنها تأتي كأثر مباشر للتطور والتغيير العميق في بنية الاقتصاد. يمكن أن يحدث هذا بسبب التحولات الصناعية، مثل الانتقال من الزراعة إلى التصنيع، أو بين قطاعات مختلفة داخل القطاع التصنيعي نفسه. كما أنها قد تنبع أيضاً من تغيرات تكنولوجية كبيرة تؤدي إلى تقليل الطلب على العمالة في بعض المجالات بينما يزيد الحاجة إليها في مجالات أخرى.
تشير الدراسات إلى أن البطالة الهيكلية غالبًا ما تكون طويلة الأمد ومزمنة أكثر منها مؤقتة. الفرص المتاحة أمام الأفراد للعودة إلى العمل بعد فترات طويلة من البحث عنه تصبح أقل بشكل ملحوظ مقارنة بالأنواع الأخرى من البطالة. وهذا يعود جزئياً إلى عدم توافق المهارات اللازمة للعمل مع تلك الموجودة لدى العمال الباحثين عن عمل.
لتخفيف آثار البطالة الهيكلية، تتطلب السياسات الحكومية عادة تدخلات استراتيجية طويلة المدى تشجع التعليم المستمر والتدريب المهني. هذا يساعد الأفراد على اكتساب مهارات جديدة ومتوافقة مع سوق العمل الحالي والمستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومات أن تقوم بدعم إنشاء مشاريع وبرامج توفر فرص عمل جديدة تلبي الاحتياجات الجديدة للسوق.
في الختام، يعد فهم آليات وتأثيرات البطالة الهيكلية خطوة حيوية نحو تصميم سياسات فعالة تستهدف الحد من تأثير هذه الظاهرة الاجتماعية الاقتصادية الضارة.