أرسين فينجر: رحلة المدرب الوطني نحو القمة العالمية في كرة القدم

ولد أرسين تشارلز إرنست فينجر في 22 أكتوبر من العام 1949 في مدينة ستراسبورغ، هامبورغ، فرنسا. نشأ فينجر في قرية قريبة تُسمى دوثلينهايم، وهي البيئة التي

ولد أرسين تشارلز إرنست فينجر في 22 أكتوبر من العام 1949 في مدينة ستراسبورغ، هامبورغ، فرنسا. نشأ فينجر في قرية قريبة تُسمى دوثلينهايم، وهي البيئة التي زوده بشغف مبكر بكرة القدم بفضل التأثير الكبير لوالده، الذي كان يُدير فريق كرة قدم محلي. بدأت مسيرته الكروية الفعلية سنة 1969 عندما انضم لنادي موتسغ في دوثلينهايم. خلال الأعوام الأربعة التالية، استعرض قدراته ضمن صفوف هذا الفريق.

بعد فترة قصيرة، ما لبث أن خطى الخطوة الأكبر وانضم لنادي ميلوز لكرة القدم، أحد فرق الدرجة الثانية آنذاك في فرنسا. ومع ذلك، لم يكن ذلك آخر تجربة له؛ فقد انتقل مرة أخرى لنادي واوبانج ستراسبورغ لمدة سنتين (1973-1975). وفي النهاية، اختتم فترة لعبه كلاعب احترافي بناديه الأخير - ستراسبورغ - حيث لعب ثلاثة مواسم حتى تقاعده عند بلوغه الثلاثينيات من العمر بفخر بفوز فريقه بلقب الدوري الفرنسي.

مع بداية الثمانينات، تحول تركيزه نحو الجانب الآخر للملعب ليصبح مدرباً. أصبح أول مهمة رسمية له كمدرس لتدريب شباب نادي آر سي ستراسبورغ عام ١٩٨١. جاء الانعطاف الكبير حينما تولى مسؤولية تدريب فريق نانسي لورين عام ١٩٨٤ تحت رعاية المدرب الشهير ألدو بلاتيني. برهن على قدرته الاستثنائية هناك فأحرز مركزًا مشرفًا بلغ رقم اثني عشر في ترتيب البطولات.

وفي خطوة جريئة أخرى، أخذ زمام الأمور بناديه التالي: نادي موناكو الفرنسي. ورغم التوقعات المتواضعة، قاد النادي للحصول على لقبه الأول والثمين لدوري المحترفين french League One وذلك في العام المنصرم والذي مثل نقطة تحول كبيرة في حياته المهنية التدريبية.

ثم توجه نحو الشرق الآسيوي وتم تعيينه لإدارة نادي ناجويا غرامبوس الياباني في التسعينات مما أدخل كرة القدم الأوروبية مباشرة وسط المنافسات المحلية عبر بحار القارة الصفراء. حققت الفترة القصيرة نسبياً تحت قيادته العديد من المكاسب بما في ذلك لقب كأس اليابان والسوبر الياباني إضافة لما يقارب الوصول للنهائيات طوال تلك السنة.

شهدت عودته مجددًا للعالم العربي عام ١٩٩٦ لحظة فارقة أخرى بإدارته لفريق أرسنال الإنكليزي الرائد وبنجاح ملحوظ دام ٢٢ عاما كاملة. تمتاز تلك الحقبة بالأداء الراقي والقواعد الخططية العالية المستوى والتي جعلت منه رمزًا أسطوريًا داخل حدود لندن القديمة. أما الآن فهو يشغل موقع مستشار لدى الفيفا – الاتحاد الدولي لكرة القدم - وهو الموقع المثالي لاستخدامه باعتباره خبير موارد بشرية ذو خبرة طويلة وكبيرة فيما يخص القيادة والتخطيط الاستراتيجي لكل من الأفراد والمؤسسات الجماعية ذات الروابط المشتركة بروح الرياضة الجميلة والحماس الدائم لها.

لم تكن مساهماته مقتصرة فقط على أرض الملعب ولكن أيضا خارجها إذ صدر له مؤلف واسمه "روح المغز"عام ١997 ويعد مرجع شامل لفلسفة لعبة كرة القدم الخاصة به وعرض عميق لرؤاه النظرية بشأن الوضع الحالي لهذه الرياضة الشعبية خاصةً الواجهة الدولية منها وصعود الدول الناشئة فيها كالبلدان الآسيوية مثلا.. علاوة علي كون الاسم الخاص بجرم سماوي سبق وصفه باسمه تكرارا وإقرار تقديره وإيثاره حظيت كذلك باستحقاق جائزة امتياز الدولة الفرنسية الرفيع وشهادة تشريف فوتبول انجلترا اعتراف بجهوده المبذولة لصالح مجتمع كرة القدم العالمي بأكمله بلا استثناء .


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات