في سباق متواصل لتحقيق القمة في مجال النقل الجوي، برزت بعض الآلات الطائرة التي تحدّت حدود الزمان والمكان بأرقام قياسية مذهلة. وفيما يلي استعراض لأسرع الطائرات العسكرية والمدنية التي شهدها تاريخ الطيران الحديث.
أسرع الطائرة العسكرية: "بلاك بيرد" - Lockheed SR-71
كانت ولادة أولى تجليات التفوق التقني الأمريكي في ستينيات القرن الماضي، حيث امتلكت طائرة الاستطلاع التجسسية "بلاك بيرد"، المعروفة أيضًا باسم Loxheed SR-71, قدرة غير مسبوقة على الوصول إلى سرعات فائقة عالية بلغت نحو 3.2 ماخ*.
ومع ذلك، فإن صيانة وتشغيل مثل هذا الجهاز المتطور جاء بتكاليف باهظة ومتطلبات خاصة تتعلق باحتياجات الوقود والدعم اللوجستي. وكانت تلك الاعتبارات الاقتصادية والعلمية سببًا رئيسيًا لسحب هذه الطائرة الرائدة من الخدمة الفعلية بحلول العام ١٩٩٠ ميلادية؛ لتُعرض بدلاً منها كنقطة جذبٍ ثقافية ومعرفية داخل العديد من المتاحف العالمية المهتمة بالتراث العسكري والأثر التطبيقي للتقدم العلمي والتقني.
*ماخ : وحدة تستخدم قياس سرعة الجسم بالنسبة لحركة انتشار الموجات الصوتية فيه. عند مستوى سطح البحر، تساوي سرعة الصوت حوالي ٣٣١٫٥ متر لكل ثانية (≈ ۱۰۰۰ كيلومتر بالساعة). وهذا يعني أنه كلما اقتربت طائرة من تحقيق رقم واحد ماخ، فهي بذلك تكسر حاجز الصوت عمليا وتحلق بمعدّل يُساوي ضعف اهتزازات الموجات الصوتية ضمن الغلاف الجوي للأرض مباشرة فوق مستواه المحاذي للسطح البحري. ويعتبر البلاكبيرد واحداٌ من أمثلة القصص الناجحة لإحراز تقدّم هائل في علم الديناميكا الجوّية ودراسة قوانين الفيزيقا التطبيقية الخاصة بشروط أداء ناشئة حول تأثير الظاهرة الكهرومغناطيسية أثناء دوران آلية توليد الطاقة الكهربائية الدوارة الداخلية لهذه المنصة الهندسية المعقدة بشكل ملحوظ!
أسرع الطائرة التجارية: كونكوردي الفرنسية البريطانية المشتركة
على جانب قطاع الخطوط الجوية المدينية والتجارية ذات الصلة، حققت شركة تطوير تكنولوجيت جديدتان رائعتين أطلق عليهما اسم كونكورد (Concorde), وهو نموذجان مصنعا مشتركا بين دولة فرنسا والمملكة المتحدة خلال فترة الخمسينات وأوائل الستينيّات الميلاديّة. وتميز تصميمهما الرياضي الخاص بإمكاناته المساعدة لكسب مزايا تنافسية مطلوب لها قوة دفع كبيرة بما يكفي ليسمح للركاب بالسفر لمسافة ممتدة تبلغ أكثر من ثلاثة عشر ألف كم بدون توقفات وسط الرحلة نهاراً فقط وليس الليل لفترة وجيزة نسبياً نسبياً تستهلك ساعة واحدة وربع الساعة مثالياً بداية موسم مواسم السنة نفسها التي صدر فيها المنتج وقد أقنع كثير من شرائح العملاء المغتربين الذين كانوا يبحثون باستمرار عن وسائل نقل مبتكرة تسمح لهم بخفض مدة سفرهم الدولي المُخططة بالإضافة للحفاظ كذلك علي راحة وجودتهم الشخصية أثناء تنقلهم بين مختلف دول العالم الرئيسية الواقعة بالمحيط الأطلسي والبحرالأبيض المتوسط تحديدا! ولكن رغم نجاحاتها الكبيرة آنذاك ، ظلت تواجه الشركة صعوبات عديدة في ظل ارتفاع نفقاتها التشغيليه المستمرة وصوت الضوضاء الناتجة عنها والذي اعتبره البعض مصدر ازعاج لمنطقة محيطاتها الخارجية . وهكذا , وبعد عقد آخر , اتخذ مجلس إدارة مجلس إدارة المؤسسين قرار نهائية بايقاف تشغيل كافة اسطول رحالاتها الأربعة بعد حادث تحطم وقع سنة ٢٠٠٠ميلادي أدى إلي وفاة جميع ركابه المقيميين بها وقتها !
وفي نهاية المطاف ، تبقى ذكرى ذكرى انتصار الإبداع والإنجاز الإنساني واضحا واضحا حتى اليوم رغم اختفاء أثره الانتاجي عنه بسبب عوامل خارجية مختلفة تؤكد لنا مجدداً بأن التحدي الأكبر ليس مجرد بناء شيئ مميز ولكنه أيضاً القدرة علي جرؤته واستبقائه حي ومستمر بطريقة ذكية يضمن عدم اندثار هدفه الرئيسي wihtout being overwhelmed by external factors like cost, maintenance complexity, and noise pollution – all of which contributed to the ultimate retirement of these iconic aircraft.
