التحول الرقمي: تحديات ومزايا التعليم الافتراضي

مع تطور التكنولوجيا، أصبح التعليم الافتراضي خيارًا شائعًا للعديد من الطلاب والمعلمين. يوفر هذا النظام العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المواد الدراسية

  • صاحب المنشور: سليم الزوبيري

    ملخص النقاش:
    مع تطور التكنولوجيا، أصبح التعليم الافتراضي خيارًا شائعًا للعديد من الطلاب والمعلمين. يوفر هذا النظام العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المواد الدراسية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والقدرة على التعلم بالسرعة التي تناسب كل فرد، والاستفادة من البرامج التدريبية الواسعة عبر الإنترنت. ومع ذلك، هناك أيضًا مجموعة من التحديات المرتبطة بهذه التجربة الجديدة.

التحديات الرئيسية

تفاعل أقل بين المعلم والتلميذ: غالبًا ما يشعر الطلاب بأنهم محرومون من التفاعل الشخصي مع معلميهم الذي يمكن أن يكون حاسماً في عملية التعلم. المحاضرات والمناقشات الجماعية قد تفقد جزءاً كبيراً من ديناميكية الحوار الحيوي عندما تتم افتراضياً.

الصعوبات التقنية: رغم تقدم وسائل الاتصال الحديثة، فإن مشكلات الانقطاع أو ضعف الإشارة أو تعطل الأنظمة الإلكترونية هي أمور شائعة ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة التعلم. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر مستوى مناسب من الخبرة التقنية سواء لدى الطالب أو المعلم لإدارة هذه العقبات بكفاءة.

انخفاض التحفيز الذاتي: بدون البيئة المدرسية العادية، قد يواجه بعض الطلاب نقصاً في الدافع للحفاظ على تركيزهم واستمرارهم في المسار الأكاديمي. القلق بشأن عدم القدرة على متابعة العمل بشكل مستقل قد يؤدي أيضاً إلى الشعور بالإرهاق والإحباط.

فوائد محتملة للتعليم الافتراضي

مرونة أكبر في الجدولة: يسمح التعليم الافتراضي بتخصيص الوقت للدراسة وفق جدول زمني يناسب احتياجات الفرد الخاصة. وهذا يعطي الحرية لكل طالب لترتيب وقته بطريقة أكثر فعالية بناءً على ظروف حياته الشخصية والعائلية وغيرها.

أموال أقل: بالمقارنة بالنظام الكلاسيكي للمدارس الجامعية التقليدية حيث تكلفة الرسوم والنفقات المختلفة مرتفعة للغاية، يعد التعليم الافتراضي خيارا اقتصاديًا مقارنة بذلك بسبب انخفاض المصاريف العامة وتوفير النفقات الضرورية للسفر والسكن وما إلى ذلك مما يجعله أكثر سهولة وبأسعار مناسبة بالنسبة لأكبر عدد ممكن من الناس الراغبين بتطوير مهاراتهم العلمية والفكرية.

وصول أوسع: توفر المنصات التعليمية الإلكترونية فرصة للدراسة للأفراد الذين ربما كانوا غير قادرين على مواصلة دراستهم بسبب عوائق مكانية كالابتعاد عن مراكز المدن ذات المؤسسات الأكاديمية الشهيرة مثلاً. كما يمكن لهذه الوسيلة تحقيق هدف تساوى الفرص بين مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية والجغرافية أثناء فترة انتشار جائحة كوفيد١٩ والتي فرضت قواعد جديدة للتباعد الاجتماعي والحجر الصحي الذاتي مما أدى لتوقف عمليات الجامعات التقليدية داخل حرماتها مؤقتا والدفع نحو البحث عن حلول مبتكرة تمكن الشباب المثابر من الاستمرار بالحصول على المعلومة اللازمة لاستكمال مسيرتهم العلمية الناجحة.

المستقبل المتوقع للتعليم الافتراضي

من المؤكد أنه وبعد تجربة الواقع الجديد الذي سببته كورونا ستكون احتمالات اعتماد المزيد من المدارس والشركات العالمية لنماذجenseignement à distance أعلى منها قبل حدوث الجائحة وذلك طبقا لرؤية منظمة اليونسكو الأخيرة حول الموضوع وهي تشير بأنه "إن الوباء أعطى دفعة كبيرة لهذا النوع الجديد من التربوّ". ولكن بينما تستقر الأمور تدريجيا ويصبح لقاح فعال ضد الفيروس متوافرا عالميا فقد تتراجع نسب استخدام طرق التدريس عن بعد مرة أخرى لكن تبقى أهميتها موجودة كون لها مميزات كتلك المذكورة سابقاً ولايمكن اعتبارها مجرد خطوة مرحلية بل باتجاه اتجاه جديد كامل لصناعة التعليم بما فيه جوانب إيجابية سلبيّة أيضا لذا وجب التأني عند تقويم مدى تأثير ظهورها بإيقاف عجلة الحياة اليومية واستبداله بنمط ثوري آخر لم يكن منتظرا للعقول البشرية قبل سنوات قليلة مضت حتى يومنا الحالي!


خلف المنصوري

5 بلاگ پوسٹس

تبصرے