تولى الملك فهد بن عبد العزيز الحكم في المملكة العربية السعودية بعد وفاة أخيه الملك خالد في الثالث عشر من يونيو عام ١٩٨٢م، وسرعان ما بدأ فترة رئاسة شهدت طفرة اقتصادية وثورة تطويرية غير مسبوقة. ظل الملك فهد يحكم حتى وفاته في الواحد من أغسطس عام ٢٠٠٥م. خلال تلك السنوات الثلاث والعشرون، حقق العديد من الإنجازات التي تركت بصماتها واضحة على مستوى الدولة والمجتمع السعوديين.
بدأ الملك فهد مهمته عبر توسيع شبكة النقل داخل المملكة بشكل كبير؛ حيث أمر ببناء طرق سريعة متقدمة وأنشأ مطارات جديدة، مما سهّل التنقل داخل وخارج البلاد. كما عمل على تحسين الخدمات الصحية بتشييد المستشفيات الجديدة والتوسع في برامج التأمين الصحي الحكومي. أما بالنسبة للتعليم، فقد fondated جامعات ومنصات تعليمية رائدة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك فهد للعلوم والتقنية وغيرهما الكثير. بالإضافة لذلك، أسس مجمعات صناعية جديدة جذب العديد من الشركات العالمية للاستثمار داخل حدود بلاده. كل هذه المشاريع ساعدت في ظهور مدن جديدة وتحويل المناطق الصحراوية إلى مناطق حضارية نابضة بالحياة.
لم تقتصر اهتمامات الملك فهد على الجانب المحلي فقط؛ بل امتد تأثيره الدولي أيضًا. لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي كاستراتيجية لمنظمة العمل التعاوني المتكاملة مع دول المنطقة الأخرى بما يشمل الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت البحرين. وقد عزز العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، عقد عدة لقاءات مع رؤساء أمريكيين مختلفين منذ الثمانينات وحتى تسعينات القرن الماضي.
خلال سنوات حكمه الأخيرة، واجه الملك فهد تحديات صحية جسيمة بدءًا من ارتفاع وزنه نتيجة مرض السكر الذي استمر لعقود طويلة، مرورًا بمجموعة أخرى من الحالات الصحية مثل آلام الظهر والكاحلين، ليصل الأمر إلى جلطة دماغية مدمرة حدثت سنة ١٩٩٥م. ومع ذلك، ظلت روحه القيادية ثابتة واستمرت جهوده لتحقيق تقدم مجتمعه حتى آخر يوم له.
بهذه الحقائق والأحداث التاريخية الاستثنائية ضمن حياته وعهده، أثبت الملك فهد دوره البارز كمؤثر هام في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث وتطورها نحو الأمام.