لقد برز اسم نوفاك دجوكوفيتش كواحد من أساطير رياضة التنس العالمية خلال العقود الأخيرة. هذا اللاعب الصربي المتوهّج ليس مجرد رمز للرياضة في بلاده فحسب؛ بل أيضًا أصبح يُعتبر أحد الأعمدة الرئيسية التي بنيت عليها مجدا هذه الرياضة بين الأوساط الدولية. ولد دجوكوفيتش عام ١٩٨٧ وتأسست مكانته كمُحترف منذ دخوله أول بطولة جراند سلام له وهي بطولة استراليا المفتوحة لعام ٢٠٠٥. ومنذ ذلك الحين، حققت مسيرته العديد من النجاحات والتتويجات التي سلطت الضوء عليه باعتباره واحداً من أعظم لاعبي التنس على مر العصور.

على مستوى البطولات الأربع الكبرى - الفيدراليات - يمتلك دجوكوفيتش سجل حافل بالإنجازات. فهو الوحيد الذي فاز بكل واحدة منها ثلاث مرات على الأقل (التي تعرف بـ "career Grand Slam"). كما أنه صاحب الرقم القياسي كونه أكثر لاعب تحقيق الانتصارات على الملاعب الصلبة ضمن الجراند سلام مع مبلغ مذهل يصل إلى تسعة انتصارات حتى الآن! بالإضافة لذلك، تحتفظ ذاكرته أيضاً بسلسلة غير متقطعة بلغت 41 مباراة متتالية انتصر فيها خارج ملعبه ما بين عامَيْ 2011 و2012 والتي تعتبر إحدى الأمثلة البارزة لدقته واستمراريته.

في مواسم عدة، تمكن نواه، وهو الاسم المستعار لنوفاك لدى الجمهور البريطاني، من تصدر التصنيف العالمي لأفضل عشرة لاعبين في لعبة التنس الاحترافية حسب الاتحاد الدولي للتنس(ATP). وقد وصل ذروة شهرته عندما حلّ ثالثاً في قائمة الأكثر نجاحاً بين كافة لاعبي التنس عبر التاريخ وفق نفس المصدر. وبجانب تفوقه المطلق داخل الملعب، كان أدائه الخارجي مثيراً للإعجاب كذلك إذ برز اهتمامه بالعمل الخيري ودعم المشاريع الاجتماعية المختلفة حول العالم بما يشمل توفير التعليم للأطفال المحرومين ونشر ثقافة الصحة والعافية العامة.

ومن اللافت للنظر كذلك قدرته الاستثنائية على التعافي بعد الإصابات والإخفاقات. فقد جدد الولع بممارسة اللعبة بعد فترة طويلة غاب أثناءها عن المنافسة بسبب مشكلات صحية مزمنة مما يعكس عزيمته وإرادته الهائلة تجاه هدفه الأكبر والمتمثل بتقديم أفضل مستويات لعبه للمشاهدين. إن قصة حياة ومشوار نواك الديوكوفيتش ليست فقط ملخصا لتجارب شخصية مليئة بالتحديات ولكن أيضا مصدر إلهام لكل الشباب الطامح لتحقيق أحلامه بصناعة الذات والأثر الكبير خلف كل خطوة يسعى لها الإنسان الشغوف بإحداث تغيير ايجابي نحو مجتمعووطنه بالعالم .