المشاركة المدنية هي عملية ديناميكية تتضمن تبادل الأفراد لمختلف المستويات ضمن نسيج اجتماعي معقد، الهدف منها خلق تأثير إيجابي مباشر أو غير مباشر على الحياة اليومية للمواطنين. هذه الآلية تعتمد بشكل أساسي على فلسفة التشاركية والفردانية، حيث يشعر كل عضو بأنه جزء لا يتجزأ من شبكة المجتمع الواسع. يحث هذا الشعور بمفهوم "الصالح العام"، الأشخاص على النظر إلى هموم مجتمعهم كتهم خاصة بهم، وبالتالي تكون توجهاتهم نحو حل المشكلات مدفوعة بالأخلاق والأمانة تجاه مصلحة الجميع.
أشكال المشاركة المدنية الرئيسية:
- المشاركة الانتخابية: تشكل انتخابات رئاسية أو مجالس البلدية خطوات جريئة في العملية الديمقراطية. هنا تلعب المشاركة المدنية دوراً حيوياً عبر تنظيم حملات لتسجيل الناخبين، الحوافز التشجيعية للإقبال على صناديق الاقتراع، دعم المترشحين مادياً ومعنوياً، والتواصل الشخصي مع الناخبين. هذه الخطوات جميعها تساعد في زيادة نسبة المشاركة وتعزيز فرص تمثيل فعلي ومستدام للأراء الشعبية.
- العمل التطوعي: يعد أحد الوسائل الأكثر مباشرة للتعبير عن الحرص على رفاهية المجتمع. يساهم طوعاً في أعمال الخير مثل تقديم المواد الغذائية والدعم الغذائي للمحتاجين، المساعدة في إدارة شؤون الأحياء المحلية، عمليات الزراعة المجتمعية، وإعادة تدوير الأشياء القديمة وتحويلها لأخرى مفيدة. يقوم هؤلاء بالتزام ذاتي غير مرتهن لأجر مقابل خدماتهم الإنسانية.
- النشر والترويج: يستخدم البعض وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية لنقل رسائلهم حول قضاياهم المهمة. إن جمع التواقيع على عرائض عامة يدفع مسؤولينا لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن القضايا الملحة كذلك يعكس مستوى عالٍ من المسؤولية الوطنية لدى المدنيين.
فوائد المشاركة المدنية عدّة ومتعددة:
* تحفيز السياسات الحكومية: عندما يتم رفع الصوت الموحد ضد ظاهرة سيئة، فإن الحكومات غالباً ما تستجيب لحماية مصالح شعبها وتجنب ردود الفعل المعاكسة العنيفة فيما بعد.
* تقليل الاحتكاك الاجتماعي: تعمل المشاركة المدنية كمصباح أمان يساعد الجانبين - المواطن والحكم – على فهم طبيعة الآخر واحترام اختلافهما الثقافي والسلوكي مما يخفض احتمالية نشوب خلافات مستقبلية.
* الوصول إلى توافق رضا: خصوصاً حين نواجه خيارات ليست مثالية بكل المقاييس؛ تسمح لنا المشاركة المدنية باختيار أقل الشرين ضرراً وهو الأمر الذي يسمو فوق مجرد تطبيق القانون بالقوة القاهرة.
* فتح آفاق جديدة: تشجّع ثقافة التفكير خارج الصندوق وتوفر بيئات خصبة لإبداعات مبتكرة لحل القضايا الظرفية الطارئة.
* التعجيل بالممارسات الجديدة: بحضور فعاليات منظمة شاركت فيها الجمهور بصورة مباشرة أو غير مباشرة, سرعة التنفيذ ستكون أعلى بكثير لأن البديل غالبًا سيكون طريق قانونيًا محفوف المخاطر غير مضمونة النتيجة وليس فعاليتها المنشودة .
تحديات وصعوبات تواجه المشاركة المدنية:
بالرغم من مزاياها العديدة, تحتاج المشاركة المدنية لبنية تحتيه جيِّده قائمة بالفعل تضمن ثبات قاعدة ثقة عميقة بين طرفي العلاقة الحكومية والمواطنة وهذا ليس دائماً سهلاً التحقق منه خصوصاً عند الحديث عن دول ناميه وخارج المناطق العمرانيه المكتظة بالسكان حديث نسبيا والمعروف عنها عدم الاستقرار السياسي وعدم القدرة على الحد من انتشار الفساد الاداري المستشري والذي يقوض قدرتها علي تثبيت هذة القواعد المؤسسية الضرورية لشغل مساحة هامش حرية واتخاذ إجراءات فردية مؤثرة بدون الخوف ممّا قد يحدث لاحقا نتيجة لذلك! لذلك تعد واحدة من اهم اهداف النهضة الحقيقية تتمثل فى نشر التعليم وتوجيهه لتكوين وعي عام قادر على التصدي لكل العقبات المطروحة أمام تطور بلاده وانشاء حكوماتها وفق رؤية واضحة تراعي المصالح العامة والخاصة للسواد الأعظم لهؤلاء الذين اصبحوا جزء أصيل وفعال في تحديد مصيره السياسية والاقتصادية وكل صغيرة وكبيرة تؤثر عليها يوميا بفعل اطباعه وثوابطه الشخصية المؤثره عليه والشائع عالميا انه"الشعب مصدر السلطات".