منذ نشأته في عام 1960، قطع منتخب كرة القدم الوطني لمدغشقر طريقا طويلا ومثيرًا للانبهار عبر عالم الرياضة العالمي. يُعرف هذا الفريق باسم "النسور" بسبب الشجاعة والإصرار الذي يظهرهما اللاعبون أثناء المباريات. يعكس تاريخ المنتخب قصة ملحمية للتقدم والتحدي تحت ظروف متقلبة ولكنها مجدية دائمًا.
بدأ منتخب مدغشقر مشواره الرسمي بمشاركة غير مثمرة نسبياً في كأس الأمم الأفريقية الأولى التي أقيمت عام 1968. لكن مع مرور الوقت، بدأوا بالظهور بشكل أكثر بروزاً. حقق الفريق أول إنجازاته الكبيرة عندما وصل إلى نهائيات كأس أفريقيا للأمم مرتين؛ الأولى كانت سنة 2004 والثانية بعد عشر سنوات فقط في نسخة 2014. هذه الإنجازات لم تأتي سهلة، بل تعكس روح الصمود والقوة بين صفوف اللاعبين والجماهير المدغشقرة الولائية.
في السنوات الأخيرة، شهد العالم ازدهارا كرويا جديدا في جزيرة مدغشقر. فقد خرجت البلاد بتشكيلة شابة ذكية قادها هيريفا رازافولمانانا وهدفهم كان التأهل لكأس العالم لأول مرة. وعلى الرغم من عدم الوصول للنهائيات النهائية، إلا أن أدائهم المتميز خلال تصفيات كأس العالم 2018 ترك انطباع عميق لدى الجميع، مما يدل على المسار التصاعدي المستمر لهذه الجيل الرائع من لاعبي كرة القدم المحترفين.
بالإضافة لذلك، فإن دور الاتحاد المالغاشي لكرة القدم -وهو الهيئة الحاكمة للمبارزة بكافة الألعاب المرتبطة بها بالمملكة المتحدة- يعد دورا بارزا أيضا خلف المشهد الثري لتاريخ كرة القدم الوطنية لما يلعبونه من دور أساسي في تنظيم وإدارة المنافسات المختلفة ودعم الفرق المختلفة بما فيها المنتخب الأول والأندية المحلية الأخرى أيضًا. إن مساهمتهم الفعالة في تطوير وتنظيم رياضة كرة القدم في البلاد تساهم بلا شك في بناء مستقبل زاهر بالنسبة لهذه الرياضة الشعبية هناك.
وبذلك نرى كيف أصبح منتخب مدغشقر رمز للفخر القومي ويستحق الاهتمام الدولي لقصة نجاحه المثابرة والملهمة والتي تستمر حتى اليوم وما يمكن توقعه منها مستقبلاً أيضاً بإذن الله تعالى وحسن التدبير.