تشكل العمالة الوافدة ركيزة أساسية للاقتصاد الأردني، حيث توفر يد عاملة مهمة في مختلف القطاعات مثل البناء والصناعة والفنادق وخدمات الدعم الأخرى. وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاءات، بلغ عدد العمال غير الأردنيين حوالي مليون عامل في العام 2021، مما يشير إلى اعتماد كبير من قبل الشركات والمؤسسات المحلية على هذه القوى العاملة. هذا الاعتماد ليس فقط بسبب القدرة على تحمل تكلفة اليد العاملة، ولكن أيضاً بسبب المهارات والتخصصات الفريدة التي يقدمها هؤلاء العمال والتي قد تكون نادرة بين السكان المحليين.
مع ذلك، تواجه العمالة الوافدة العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تحتاج إلى معالجة. أحد أهم تلك التحديات هو نقص التأمين الاجتماعي والأمن الصحي المناسب لهذه الفئة من العاملين. بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا تتعلق بالحقوق الإنسانية وتوفير بيئة عمل آمنة لهم. الحكومة الأردنية تعمل بشكل مستمر على تحسين ظروف العمل الخاصة بهم عبر سن قوانين جديدة ولوائح تنظيمية أكثر حزماً.
بالإضافة إلى النقاط السلبية، فإن للعمالة الوافدة دور إيجابي في زيادة الإنتاجية وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للأردنيين. كما أنها تساهم في تنوع المجتمع وتحفيزه ثقافياً وفكرياً، وهو أمر ضروري للتطور المستدام. ومع ذلك، يجب إدارة هذا الوضع بحذر لتجنب أي آثار سلبية محتملة على سوق العمل الوطني.
لتحقيق التوازن الأمثل، ينبغي وضع سياسة عمالية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار حاجات السوق المحلية واحتياجات الجهات الخارجية أيضاً. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التدريب المهني للشباب الأردنيين لتأهيلهم لسوق العمل الحالي والمستقبلي، وبالتالي تقليل الاعتماد الكبير على العمالة الوافدة مع ضمان حقوق جميع الأفراد العاملين داخل المملكة.