تُعرف الفترة بين القرن الخامس والعاشر الميلادي باسم "العصر الوسيط"، والذي عُرف أيضاً بالعصور المظلمة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي شهدتها أوروبا الغربية آنذاك. ومع ذلك، فإن هذا المصطلح قد أسقط دوراً مهماً للمرأة داخل هذه المجتمعات المترددة. وعلى الرغم من القيود المفروضة عليها بموجب القانون والنظام الاجتماعي، فقد برزت النساء كأشكال مختلفة من التأثير والقوة بطرق لم يتم الاعتراف بها بشكل كافٍ حتى الآن.
في ظل النظام الإقطاعي، كانت حياة المرأة تخضع بشكل كبير لتقاليد الطبقة الاجتماعية والتوقعات الجندرية. فالأرستقراطيات كنّ يعتبرن أساساً أدوات زواج لتحقيق التحالفات السياسية والممتلكات المالية. إلا أنه وراء الأبواب المغلقة لقلاعهن وأديرةهن، لعبن أدواراً بارزة بلا شك. لقد أدار بعض الأرامل أملاك زوجها بعد وفاته مباشرةً، مما يدل على قدرتهم العملية والإدارية.
بالإضافة إلى ذلك، شكلت الحياة الدينية جانباً هاما لحياة الكثير من النساء أثناء هذه الحقبة الزمنية. دخلت العديد من الأميرات والأرستقراطيين المعاهد الرهبانية بحثًا عن الخلاص الروحي وحماية نفوذها الاقتصادي عبر التصويت لها كمؤثرة دينية مؤثرة. كما سمح الدين أيضًا للنساء بالتعليم خارج المنزل التقليدي والتمتع بحرية نسبية ضمن حدود المجتمع الرهباني.
ومن الجدير بالملاحظة أيضًا مساهمات النساء في المجالات الفنية والثقافية طيلة تلك الفترة. رغم محدوديتها مقارنة بتلك الخاصة بالرجال، لكن يمكن رؤية بصمة واضحة لبعض الفنانات مثل هيلدرين من روين وهيلدهارديسوفا والتي عملتا تحت راية فن الكتاب المقدس المبكر. وبالمثل، تركت أعمال كتابة شاعرات مثل إيفلين دي إنجلز ومارجريت ماينور تأثيراً دائماً على الأدب الأوروبي وسطويته الثقافية إذ تجسد مشاعر عميقة حول الحب والحزن والحلم البشري الإنساني النبيل.
وعلى الرغم من عدم وجود حضور سياسي رسمي واضح لهؤلاء السيدات، فقد خلقت قوة المال والجماعيات المحلية بيئات فريدة سمحت للمرأة بمناقشة الشؤون العامة والمشاركة فيها على مستوى أقل رسمية. وقد اتسم المجتمع الريفي بروابط أقوى لعائلات كاملة مع التركيز الكبير على العمل اليدوي المشترك ومن ثم تبادل الأفكار والخبرات بغرض النهوض بحالة المنطقة والعيش الكريم لسكانها كافة قبائل وجماعات ومجموعات اجتماعية متعددة الأجناس والأصول وانتماءاتها المختلفة إن صح التعريف بذلك علم التاريخ الحديث والمعاصر .
وفي العقود الأخيرة تم إجراء دراسات جديدة مكثفة لإعادة التأكيد على أهمية ودور المرأة المهمش تاريخيًا ولكن حاسمًا في تشكيل الحضارات البشرية القديمة منذ بداية ظهور الدولة بشقيها القديم والحديث قبل فترة طويلة جدًا وبعد نهاية عصر ظلام يعرفه المواطنون العرب بـ"العصور الوسطى". وقد أفادت هذه الاكتشافات الجديدة مجالات بحث متنوعة كالأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والسوسيولوجيا وغيرها كثير منها عبر إعادة النظر مرة أخرى فيما يعرف اليوم بــ «الثقافة الإسلامية» وما تزامن معه - وإن كان بالتوازي – من نهضات غربية واتجاهات تحرر ذكورية لاحقا وصل صداها للأجيال التالية واستمر تأثيرها لما يزيد عن قرنين من الزمان تقريبَا واستمرت كذلك حتى مطلع ثورات الربيع العربي ٢٠١١ م حين بدأت حركة حقوق المرأة العربية تنظيم فعاليات احتجاج ضد قمع الحكومات لأرائهم وطموحات مجتمع نسائي أكثر تقدمًا ونشر الوعي لفكرة المساواه أمام القانون المدني المدني ذات الطبيعة الوطنية الحداثيه الرقاببة على سلطه التشريع وسلطه التنفيذ بما يتوافق ويناسب فهم الإنسان المعاصر للإله وخالق الأكوان وفق المنطلق الثوري الحر للتاريخ السياسي والفلسفي السياسي والديني والدولي كمان [بحسب رأيي الخاص](https://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2017/05/170504womenmiddle_ages).