تعدُّ رياضة السومو واحدةً من أكثر الرياضات تقليدًا وعمقًا في الثقافة اليابانية. تعود جذور هذه الرياضة إلى العصور القديمة حيث كانت جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الدينية والشعائر الاحتفالية. خلال القرنين الثامن والعاشر الميلادي، بدأت السومو تأخذ طابعها الخاص كرياضة قتالية رسمية تتضمن العديد من القواعد والمعايير الخاصة بها. ومنذ ذلك الحين، تطورت لتكون أحد أشهر الألعاب الفردية في اليابان والمجتمع الدولي.
يتمثل الهدف الرئيسي للسومو في منافسة المصارعين الذين يسمون "ريكيشي" على حلبة دائرية تُعرف باسم "دوهيو". يبدأ كل مصارع بحركات احتفالية تسمى "شيكومي"، والتي تشمل خطوات تصاعدية وبروفات تحضيرية قبل البدء بالمباراة نفسها. يتم تحديد الفائز إما بإسقاط خصمه خارج حدود الحلبة، أو الضرب بالأرض أولاً بعد مواجهة مباشرة، أو فرض قوانين معينة تجعل المنافس غير قادر على الاستمرار.
على الرغم من كون السومو ذروة التصميم الجسدي والقوة البدنية، إلا أنها أيضاً تحتفي بالثقافة والتقاليد اليابانية الغنية. ترتدي ريكيشي الزي التقليدي المعروف باسم "Mawashi"، وهو عبارة عن قطعة كبيرة من القماش ملفوفة حول خصرهم لإظهار عضلات البطن والأكتاف بشكل متميز أثناء التدريب والمنافسة. يتبع روتين يومي ثابت لفرق السومو، يعرف بـ "تشوكا"، ويتضمن النظافة الشخصية والحفاظ على النظام الغذائي الصحي الذي يساعد على بناء كتلة العضلات اللازمة للقتال الفعال داخل الحلبة الدائرية.
مع مرور الوقت، اكتسبت السومو شعبية عالمية واكتسبت مكانة هامة ضمن الأحداث الدولية بمشاركة ريكيشي من مختلف البلدان الأخرى غير اليابان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وروسيا وغيرها الكثير. وقد ساهمت المسابقات العالمية التي تنظم سنويًا -الأكثر شهرتها هي بطولة العالم للسومو- في نشر ثقافة هذه الرياضة الجميلة بين الناس كافة حول العالم.
إن فهم عمق وحكمة فن السومو يستلزم فهماً شاملاً لأبعادها المتنوعة؛ بدءًا من الافتتان المبكر برقصة الشيكومي المؤدبة مروراً بالقوة الهائلة للعروض الداخلية للحلبة ودخولكم لعالم المهرجان التاريخي وعادات فرق الريكيشي اليومية المنتظمة. إنها حقا إحدى أفخم المجالات الرياضية الموجودة على وجه الأرض!