تعد عادات وتقاليد الزواج في مصر جزءاً أساسياً من تراثها الثقافي الغني الذي يعود تاريخه لآلاف السنين. هذه العادات والتقاليد ليست مجرد مراسم زمنية فحسب، ولكنها تعكس القيم الاجتماعية والدينية والثقافية التي تشكل الهوية المصرية.
قبل الشروع في الخطبة، تُرسل عائلة الخاطب "الخاطبة"، وهي امرأة محترمة ومكانة اجتماعية عالية غالبًا ما تكون أم أو خالة للخاطب، لتطلب يد الفتاة من أهلها. هذا التقليد معروف باسم "السؤال". إذا وافقت العائلتين على الاقتران، يبدأ هديّة تقليدية تسمى "الدخلة"، والتي يمكن أن تتضمن الذهب والمجوهرات الأخرى كرمز للحب والاحترام المتبادل.
بعد الموافقة على الدخلة، يتم تحديد موعد حفل خطوبة رسمي يحتفل فيه الأهل والأصدقاء والعائلة بحضور الزوجين المستقبليين. خلال الحفل، يتم تبادل الطوق المصنوع من الفضة بين الزوجين كتعبير رمزى للترابط والولاء.
وفي يوم الزفاف نفسه، هناك العديد من الطقوس الخاصة مثل نتف شعرة بيضاء من رأس الأم كإشارة إلى دخول ابنتها مرحلة جديدة مليئة بالسعادة والحماية الإلهية. كما يوجد أيضاً طقس وضع القطعة الذهبية الصغيرة تحت الطعام الأخير للأخت قبل الزواج بهدف تأمين مستقبل مشرق لها ولزوجها الجديد.
بعد انتهاء الاحتفالات، يأتي دور "ليلة الدخلة" حيث يقضي الزوجان أول ليلة لهما مع بعضهما البعض وفقا للعادات الإسلامية المحافظة. وفي صباح اليوم التالي، تزور العروس منزل زوجها برفقة أقاربها وأصدقائها في احتفال يُسمى "زفة". هنا، تقدم لها حماتها هدية خاصة تُعرف بالهدية الحمراء تضم المال والأطعمة الشهيرة كاللحوم والفواكه المجففة وغيرها الكثير.
هذه فقط لمحة بسيطة عن ثراء وعظمة عادات وتقاليد الزواج فى مصر التي تمثل عمق التاريخ وهوية البلاد الرائعة.
