العصارة الخلوية، والمعروفة أيضاً بسيتوسول أو السائل الداخلي، تعد أساسياً لعملية الخلية. وهي عبارة عن وسط مائي شفاف يأخذ حوالي 70% من مجمل حجم الخلية. بالإضافة إلى الماء، تحتوي هذه البيئة الداخلية غنية بالمغذيات مثل الأيونات المختلفة وأحماض أمينية مختلفة. كما أنها تحتضن مجموعة متنوعة من الجزيئات الصغيرة التي تشرف على توازن الضغط الأسموزي.
هذه البيئة ليست مجرد مستودع لهذه المواد الغذائية ولكنها موقع حيوي لعدد كبير من الوظائف الخلوية. أولاً، تعمل كموقع رئيسي لنشاط الإنزيمات. الكثير من الإنزيمات تحتاج ظروف خاصة للقيام بوظائفها مثل مستوى pHcertsin وثبات التركيز لأملاح معينة وغيرها من الظروف الخارجية للحفاظ على فعاليتها. ثانياً، تقوم بنقل والإرسال الخاص بالإشارات بين أجزاء مختلفة من الخلية وخارجها. هذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في نشاط الإنزيمات وعضيات خلايا معينة وكذلك نسخ DNA.
بالإضافة لذلك، تقدم العصارة الخلوية دعماً هيكلياً للخلية وعضياتها، مما يساعد في تحديد شكلهم وحجمهم. وهذا مهم جداً بالنسبة للخلايا ذات الأعضاء المركبة حيث يوفر النظام المكان المناسب للتفاعلات الكيميائية الكبرى التي تدعم الاستقلاب الحيوي.
في حالة الخلايا البدائية النواة (البكتيريا)، تتم كل عملياتها الحيوية فيها بسبب عدم وجود عضيات دقيقة متخصصة. هنا، يتم إجراء كافة العمليات بما في ذلك تكرار وتوصيل الحمض النووي وضبط نسبة الجلوكوز مباشرة عبر السيتوسول. حتى أثناء الانقسام المتساوي، يلعب السيتوسول دوراً هاماً لأنه الموقع الرئيسي للإصلاحات النهائية قبل فصل الخلية الأصلية إلى جزئيين جديدين.
بينما قد يتم استخدام مصطلحي "العصارة الخلوية" والسيتوبلازم كمترادفات، إلا أنهما ليسا نفس الشيء تماماً. السيتوبلازم يشير لكل الأشياء الموجودة داخل غشاء الخلية باستثناء نواة الخلية نفسها؛ وبالتالي فهو أكثر شمولاً بكثير ويتضمن العضيات والموجودة ضمن غشاء خاص بها والتي تحمل بدورها عصارتها الخاصة غير مرتبطة بالسيتوسول.
تنظيم وهيكل العصارة الخلوية قابل للتغير بناءً على عدة عوامل منها تأثير قوانين الفيزياء الكلاسيكية كالجاذبيّة، بالإضافة إلى قناة تبادل الأيونات الموجودة بغلاف الخلايا والذي يؤثر على تركيزات بعض الأملاح الرئيسية مثل الكالسيوم والأوكسيد وجزيئات ATP المرتبطة بتنظيم الطاقة داخل الخلايا. بعض البروتينات لديها أيضا تجاويف داخيلة تعالج مواد مغايرة للسائلين الخارجي والخليوي. رغم أن الهيكل الخلوي لا يعد جزءاً مباشراً للعصارة الخلوية، إلّا أنه يعمل كمحفظ ينظم مواقع وكثافة العضيات ويراقب خط سير المواد الثقيلة حول فضاء السيتوسول الفسيحه.