تاريخ نادي الاتحاد الرياضي المغربي: قصة نادي القرن والعصر الحديث

في قلب مدينة الدار البيضاء، ولدت فكرة نادٍ أثّر بشكل كبير على مشهد كرة القدم بالمغرب. يعود تاريخ تأسيس نادي الاتحاد الرياضي المغربي إلى عام 1913، ليُص

في قلب مدينة الدار البيضاء، ولدت فكرة نادٍ أثّر بشكل كبير على مشهد كرة القدم بالمغرب. يعود تاريخ تأسيس نادي الاتحاد الرياضي المغربي إلى عام 1913، ليُصبح بذلك أحد أقدم أندية كرة القدم في البلاد. رغم أنه كان يُدار آنذاك كنادٍ فرنسي بمظلة التحكم الفرنسية أثناء الحقبة الاستعمارية، فقد أصبح رمزاً وطنياً يُمثل آمال وتطلعات الشعب المغربي نحو الحرية والاستقلال.

رغم وضعيته كمؤسسة تابعة تحت النفوذ الاستعماري، فقد اجتمعت حول مساعي هذا النادي مجموعة مميزة من المواهب العالمية. بين صفوفه، عثر المرء على نجوم مثل بن مبارك "الجوهرة السوداء" المغربية الأصل والتي إنتقلت لاحقا لتلعب لصالح فرق كبيرة أخرى بما فيها مارسيليا وأتلتيكو مدريد؛ جيست فونتين، اسم لامع في تاريخ كرة القدم والذي ترك بصماته الواضحة خلال بطولات كأس العالم; عبد الرحمان بلمحجوب وماريو زاتيل الذين أثروا بالأداء الجميل للعبة داخل الملعب بالإضافة إلى شهرتهم خارج حدود الوطن الأم أيضًا.

على الرغم من الظروف السياسية الصعبة، سجل نادي الاتحاد سلسلة مهيبة من الانتصارات تُظهر قوته في أرض المعركة الخضراء. شهد عصر الحماية الفرنسية تصدره لقسم الدوري المحلي -الذي عرف باسم "عصبة المغرب"- ست عشرة مرة منذ بداية دورياته حتى نهاية الأربعينيات. علاوة على ذلك، حصد خمسة ألقاب دوري لأصحاب القمة بشمال افريقيا وكأسها ذات درجة عالية الاحترافية مرتين أكثر منها .

لكن سرعان ما بدأ كتاب الفصل الأخير لهذه الرواية الرائدة عندما اقتربت ساعة استقلال المملكة الشريفة. مع خروج القوات الغازية نهائيًّا وانحسار نفوذها السياسي والثقافي، وجد الكثيرون أنفسهم أمام تحديات جديدة. هنا جاء القرار بحذف الاسم القديم واستيعاب المؤسسات المرتبطة بالنظام السابق كوحدة واحدة موحدة تجمع الماضي بالحاضر والمستقبل سوياً! وهكذا اتحد ندايان عريقان هما اتحاد البيضاء وأخوه الأكبر وجاره الجنوبي الوداد البيضاوي سنة ١٩٥٧م لينتج عنه ولادة تعاون مشترك أسفر عن إنشاء واحد من أكبر واشهر نوادي البلد الرياضية الحديثة وهي منظومة الفائز بجماهيره المنتشرة عبر شوارع مدن المملكة وخارج الحدود الوطنية كذلك ! وإن ذلك بلا شك دليلٌ بارزٌ على قدرتها الباقية علي التأثير والإبداع حين يتم توظيف جهودها ومعارف خبراتها المتراكمة بغاية تحقيق هدف سام نبيل بإذن الله سبحانه وتعالى .


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات