يعد نادي ليتشي أحد الفرق الرياضية البارزة في تاريخ كرة القدم الإيطالية، والذي يقع مقره في مدينة ليتشي الواقعة جنوب شرق البلاد. منذ تأسيس النادي عام 1907، أصبح جزءاً لا يتجزأ من المشهد الكروي المحلي والإيطالي بشكل عام. طوال فترة وجوده الطويلة، شهد الفريق العديد من الأحداث والتحديات التي شكلت هويته الفريدة ونجاحاته المتواصلة.
على الرغم من أنه لم يحقق نفس مستوى الشهرة والشعبية مثل الأندية الكبرى الأخرى في الدوري الإيطالي "سيري أ"، إلا أن مسيرة ليتشي تتميز بالإصرار والصمود رغم الظروف الصعبة. خلال الأعوام الأولى له، كان النادي يعاني لتأسيس نفسه بين المنافسين الأكثر قوة والمؤسسات الراسخة بالفعل في عالم كرة القدم الاحترافية آنذاك. ومع ذلك، فإن روح الفريق وشغفه باللعبة سمحتا له بالتطور والتقدم نحو مستويات أعلى تدريجياً.
في الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية وبداية الثمانينات، حققت فرق الشباب ونادي الرديف بعض الانتصارات المبكرة والتي مهدت الطريق أمام تشكيل فريق الرجال القوي الذي ظهر لأول مرة بعد فترة وجيزة. لقد كانت تلك الخطوة الحاسمة نقطة انطلاق جديدة للنادي، فبعد سنوات قليلة فقط، تمكنوا من الوصول إلى المستوى الثاني لدوري الدرجة الأولى الإيطالية المعروف باسم سيري بي. هنا بدأ ظهور اللاعبين المواهب الذين سيصبحون أسماء بارزة داخل وخارج حدود المدينة الصغيرة ذات التاريخ العريق.
إحدى اللحظات الرئيسية بالنسبة لنادٍ صغير نسبياً كتلك التي مر بها ليتشي جاءت عندما شارك للمرة الأولى في منافسة كأس أوروبا للأندية البطلة الآن دوري أبطال أوروبا - وذلك عندما وصل إلى الدور نصف النهائي موسم 1988–89 مما جعله أول ناد غير محترف يصل لهذه المرحلة متقدماً بذلك على أقوى وأعرق الأندية الأوروبية وقتها. وقد ترك هذا الأمر بصمة واضحة لدى الجماهير المحلية والقارية أيضًا خاصة وأن المسابقة تضم مجموعة مميزة ومتنوعة من الفرق الأكبر حجما والأكثر شهرة ولاعبيها الدوليين ذوات السمعة العالمية مثل روما وإنتر ميلان ويوفنتوس وغيرها الكثير ممن يفوقونه خبرة وحضورا قاريا وعالميا بكثير.
ومع مرور الوقت وتغيرات عدة مدربين وإدارة مختلفة، ظل نادي ليتشي ثابتًا وقائمًا وسط التقلبات الاقتصادية والعوامل الخارجية المؤثرة عليه وعلى جميع مكونات المنظومة الكروية محليا ودوليا بل واستطاع البلوجراناتي كما يعرف اصحاب اللون الأزرق والأبيض حفظ مكانتهم وصعود وهبوط ولكن دائما عودة قريبة لمكانتهم الطبيعية ضمن أندية الصفوة المحلية والخروج من منطقة الخطر بحلول نهاية كل موسم حتى يومنا الحالي! إن قصة نجاحهم مليئة بالأصالة والكفاح المثابر رغم عدم حصولهم كغيرهم من اندية ايطاليا كونهم ضمن نخبة نخبة نظرائهم بإسبانيا وفرنسا وانجلتر وغيرها لكن تواجد اسم 'ليتشي' عبر قرون طويلة يؤكد مدى عمق جذوره وثبات ركونيته للقلب والجسد لكل مشجع وساكن وزائر لها.. إنه رمزٌ للتفاصيل الجميلة التى تحتاج لإعادة اكتشاف والاسترسال فيها أثناء الاطلاع عليها فهي وسام شرف يستحق الوقفة التأملية لفترة ليست بالقليلة .. فأهل الجنوب مثلهم مثل باقي مناطق العالم لاتزال لديهم القدرة على تحقيق الانجازات مهما بدأت صغيرة فقيرة فقد تجمع حول شعار واحد هو عشق كره القدمه عشق حياة وموت.. وإلى اليوم مازالت هذه الروح تحتد ويستمر دافعيتها داخله بلا نقصان ابدا!!!