يُعتبر الدوري الألماني لكرة الطائرة أحد أهم البطولات الرياضية في القارة الأوروبية منذ انطلاقته الأولى عام 1956. هذا النادي المتنوع للمحترفين شهد العديد من التحولات والتغيرات التي جعلت منه المنافسة الأكثر شمولاً وجاذبيةً لعشاق هذه اللعبة في البلاد. سنستعرض هنا رحلة الدوري عبر العقود المختلفة.
في الخمسينيات عندما بدأ الدوري رسمياً تحت اسم "Bundesliga"، كانت الفرق تُشارك بنظام حلقة واحدة فقط، مما أدى إلى تقارب مستويات الأندية وعدم وجود اختلاف كبير بين المقدمة والمؤخرة. ولكن مع مرور الوقت، تطورت الهيكلية لتضم مرحلتين؛ الدوري العادي ثم التصفيات النهائية المؤدية لبطل الموسم الواحد.
مع بداية الستينات والاستقرار نسبيًا للأوضاع السياسية والاقتصادية داخل ألمانيا الغربية آنذاك، بدأت فرق مثل VfB Friedrichshain وSC Berlin II - والتي تعتبر رائدة حينها- تحجز مكان لها ضمن قائمة الفائزين المتكررين للدوري. وفي تلك الفترة، برز اللاعبون الذين شكلوا نواة المنتخب الوطني لاحقًا كـ Uwe Gensheimer وغيره ممن تركوا بصمتهم الخاصة على مسيرة كرة طائرة ألمانية مزدهرة.
على الرغم من تحديث النظام بشكل متكرر بما يتماشى مع احتياجات الجماهير ومتابعة الإعلام المحلي والعالمي أيضًا، إلا أنه لم يكن هناك تغيير جذري حتى عقد الثمانينات. ومع ذلك، فإن ثبات مستوى المنافسة وسحر المباريات الحماسية قاداهما نحو تحقيق انتشار واسع لدى الجمهور المحب لطريق المغامرة والمجازفة بملاعب رياضية أخرى غير المعتادة لديهم كالقدم وكرة السلة مثلاً.
وفي أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحالي، تشهد كرة الطائرة الألمانية تقدم ملحوظ سواء فيما يخص الاستثمار الحكومي والدعم الرسمي للرياضات الشعبية أم توسيع قاعدة مشاركة الشباب والشابات فيها بفضل البرامج التعليمية المكثفة ونشر ثقافة ممارسة الرياضة عامة وعلى رأسهاvolleyball خاصة. وقد تجسد نجاح جهود تعزيز شعبية الدوري بزيادة عدد الفرق المشاركة باستمرار منذ العام ١٩٩٠ وحتى اليوم بالإضافة لإدخال نظام الترقية/الهبوط المرتكز حول نظام نقطتين وفق ترتيب نهاية كل موسم عادي قبل الوصول للنصف النهائي الكبير للحصول علي لقبه السنوي ذو الشهرة العالمية!
إن التاريخ الغني لدوري Bundesliga volleyball ليس مجرد سجل لأرقام وأسماء فحسب ولكنه دلالة قوية للتقاليد والإصرار والمثابرة لتحقيق حلم الاحتراف الرياضي الأكاديمي المنظم والذي يعد مصدر إلهام لكل محبي لعبة الشبكة البيضاء الذين يستلهمون منها روح الروح الرياضية والحماس المشترك بين الفريق والجماهير ليواصلوها بإتقان وتميز دائمٍ مهما اختلفت الظروف والأحوال !
