أهمية فهم ومعالجة تفكك الأسر: نحو مجتمع أقوى وأكثر استقرارًا

إن لمحة خاطفة على الواقع المعيش تكشف لنا مدى انتشار مشكلة تفكك الأسر، وهي ظاهرة تشكل تحديًا حقيقيًا أمام تقدم المجتمع واستقراره. إن دراسة هذه المشكلة

إن لمحة خاطفة على الواقع المعيش تكشف لنا مدى انتشار مشكلة تفكك الأسر، وهي ظاهرة تشكل تحديًا حقيقيًا أمام تقدم المجتمع واستقراره. إن دراسة هذه المشكلة ليست مجرد رفاهية أكاديمية، بل هي ضرورة ملحة لتحقيق عدة أهداف مهمة.

أولاً، يساعد البحث العلمي حول تفكك الأسر على الوقاية من الانحراف الأخلاقي والسلوكي للأطفال والشباب. فقد أثبت العديد من الدراسات العالمية، بما فيها تلك التي أجراها البروفيسور الفرنسي هويار، وجود ارتباط وثيق بين النشأة الأسرية المضطربة وانحراف الشباب. وفقًا لهويار، فإن نسبة كبيرة -وصلت إلى 88%- من الشباب المنحرفين تنتمي لأسر مفككة وضعيفة. بالإضافة إلى ذلك، وجد عالم نفس بريطاني يدعى كلارك أنه يوجد رابط قوي بين نشأة الطفل في أسرة غير مستقرة واحتمالية تورطه فيما يسمى بجرائم القاصرين أو الجرائم الناجمة عن قصر السن.

ثانياً، تعمل دراسة تفكك الأسرة على الحد من التأثيرات المدمرة لهذه الظاهرة على حياة الزوجين نفسها. فالطلاق والموت المفاجئ لشريك الحياة يمكن أن يؤديان إلى الشعور بالعجز والإحباط لدى الأشخاص الموجودين في قلب هذه المحنة. وقد يتفاقم الأمر حتى يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية، خاصة مع المقربين منهم كالأسرة والأصدقاء. ربما تؤدي حالة التفكك الأسرية كذلك إلى توتر العلاقات داخل العائلة الموسعة وتعزيز روح الغربة والعزلة الاجتماعية بين أفرادها.

ومن الجدير بالملاحظة تأثير تفكك الأسرة على قيم المجتمع وثقافته العامة. فعندما تصبح الوحدة الأساسية للتجمع الاجتماعي معرضة للتدهور والاستياء الداخلي، فلن يتمكن هذا المجتمع إلا بالتنازل شيئًا فشيء عن مكامن قوة ثقافته التقليدية والقيم المجتمعية الراسخة فيه منذ زمن طويل ومنها التعاون والتقارب وتقبل الاختلاف وغيرها الكثير من الصفات الحميدة الأخرى الضرورية لحياة جماعيات سعيدة وسليمة.

أما بالنسبة لأسباب تفكك الأسر فهي عديدة ومتنوعة وليست محصورة بطريقة محددة تمامًا واحدثها فقط: فقد يحدث بسبب غياب التواصل الروحي للعائلة وفقدان الحميمية وسط انشغال الجميع بحياة عملهم اليومية وظروفهم الاقتصادية الخاصة بهم مما يعرض تماسك الاسرة للخطر الشديد . وكذلك يعد الطلاق إحدى أبرز مسببات ضعف روابط الأسر وهو نتائج طبيعية لما يلي:- اختلاف طبائع البشر وعدم قدرتها على الموازنة بين شريكي الزواج لاحقا ،- تعامل طرفيهما بكثير من التعسف والعدوان أثناء حياتهما مشتركة داخلا أسوار المنزل تكرار حالات سوء الفهم والصراع المستمر الى درجة جنونيّة يصعب حل اشكاليتها عبر الوسائل المعتادة للسلم والحوار لذا أصبح انفصال الزوجین خيار أخير أمامهما حين يفلسانه جميع أبوابه المُغلقه بنهایہ . إضافة إلى ذلك ،يمكن اعتبار موت أحد أفراد الأسرة سبباً أساسياً آخر لتسارع انهيار تنظيماتها الداخلية نظراً لانعدام الدعم والدعم النفسي لنسبة عالية ممن كانوا اعتمدوا عليه بشدة قبل رحيل صاحب المقام الرفيع ذاك وما رافق هذا الرحیل المؤلم لهم من آثار حسبيه مؤلمة جعلت حفظ انتظام مسيرة سير عائلة بدون رجل البيت أمر مستبعد جدّا خاصتا اذا مال ابنائه أصغر العمر باتجاه الاستقلال المبكر وحصوله علي فرصة عمل جيدة .

وفي النهاية, تبقى دراسة تفكك الأسر ورصد تأثيراته المختلفة خطوة هامه للحفاظ علی سلامة وصمود مؤسسة الأسره كمكون حيوي لمساندتنا خلال فترة الاعمال الحيويه بإذن الله تعالى


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات