في رحاب التاريخ السياسي الجزائري الحديث، يأتي اسم عبد العزيز بوتفليقة باعتباره أحد الشخصيات البارزة والأكثر تأثيرًا. هذا الرجل الذي ولد في مدينة وجدة بالمغرب عام 1937 لأبوين جزائريين هجرا المنطقة بحثاً عن فرص عمل أفضل، أصبح لاحقاً شخصية محورية في الحياة السياسية الجزائرية.
تبدأ قصة بوتفليقة مع مشاركته المبكرة في حركة استقلال الجزائر أثناء الدراسة بمدرسة "سidi Ziane"، وهو ما أكسبه خبرة مبكرة في العمل الثوري. انضم بعد ذلك إلى الخلايا السرية للاستقلال بالمغرب ثم انتقل مباشرة إلى ميادين النضال داخل الوطن الأم.
بعد الاستقلال, تم انتخابه لعضوية المجلس الوطني التأسيسي الأول, ليصبح بعدها واحداً ممن يشكلون الحكومة الجديدة تحت قيادة أحمد بن بلة, حيث تولى مسؤوليات وزارية هامة كوزارة الشباب والرياضة والسياحة. كما شغل منصب وزير الخارجية طوال معظم الفترة التي قاد فيها هواري بومدين البلاد.
وفي مشهد غير متوقع, لعب دور بارز في انقلاب عام ١٩٦٥ والذي أنهى رئاسة احمد بن بيلا لصالح زميله السابق بومدين. لكن هذه الخطوة لم تكسوه بطانة ذهبية دائماً فقد تعرض للإقصاء والإبعاد خارج حدود وطنه بعد خلافات داخلية عميقة حول سياساته الداخلية والخارجية مما دفعه للهجرة المؤقتة لسويسرا والإمارات العربية المتحدة قبل العودة مرة أخرى الى بلده الأصل عقب العفو عنه عام ١٩٨٦ .
استطاع الرئيس الراحل الفوز برئاسيات أبريل/نيسان لسنة تسعة وتسعون بتأييد شعبي واسع جاء أساسياً من دعم الطبقة المثقفة والفلاحين وما وصف بالقاعدة الشعبية الواسعة المناصرة للقضايا الوطنية والقومية بالإضافة لاستقطابه الناخبين عبر خطاباته المؤثرة والتزاماته بإعادة الوحدة والاستقرار للأراضي المحررة حديثاً من قبضة المستعمر الفرنسي آنذاك ومنذ ذاك الوقت واصل تصدر المشهد حتى العام ألفين واحد عشرة عندما قرر عدم الترشح لمنصب الرئاسة مجددا نظرا لحالة الصحة المتراجعة وصراع المرض معه وعلى الرغم مِنْ ممانعة البعض لهذه القرار إلّا انه تحقّق وتم التسليم بها دستوريا حينها .
لكن الجدل والشعب الغاضب اجتمع عند اقتراح ترشيحه لفترة ولاية جديدة وبلغ الامتعاض ذروته باغلاق الطرق الرئيسية والمظاهرات المطالبة باستقالته الأمر الذي أجبره علي تقديمها بالفعل بتاريخ ٢ أبريل ٢٠١٩م تاركا خلفه تراثا سياسيا مليئا بالتحديات والحروب الأهلية والعزلات الدولية وحالات شاذة صحية وإنجازات أيضا مثل اتفاقيات السلام وإنقاذ اقتصاد بلدٍ مهدد بالإفلاس وتعزيز العلاقات العالمية وكرس جهوده لبناء مستقبل مختلف ومشرق وطنياً واقليمياً ودولياً كذلك بينما يحكم عليه القدر بجولات المواجهة الصحية الأخيرة لينهي مشواره السياسي بحلول عام إحدى وعشرين ميلادية ، بذلك تكون نهايته الطبيعية ضمن مجموعة رؤوس دول أفريقية شهيرة امتزجت حياتهم العامة بشخصيات مشابه لها مثله تمامًا كمامادو تانجا(سنغال),ماسيندا موي(كينيا)،محمد جواد (نيجيريا).
هذه الملخصة الموسَّعة تلقي الضوء على حياة عبدالعزيز بو تفليقه الشخصية والسياسية بما يساعده في فهم دوره الكبير في تشكيل النظام الحكومي الجزائري خصوصًا وخبراته الريادية عامة والتي تركت بصمت واضحة رغم الاختلافات حول سيرتها واسلوب ادارتها اثناء سنوات خدمته الطويله نسبتا وسط الزمن الحالي معتمدآ نحو دارسه سابق ذكرناه سابقا واستنادآ لمنجزاتها الاخرى كتلك المرتبط ارتباط مباشر بالأحداث ذات الصلة بالحاضر أيضًا ولكن بدون الدخول بألفاظ قد تخالف السياقات الموضوعيه المعلنه وفق طلب القواعد الاساسي الخاص بتوجيهات مهمتك المقدمه سالفا .