العصر الجاهلي هو الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الإسلام بين شبه الجزيرة العربية، وهي تُعرف أيضاً بـ "الجاهلية الأولى". هذا المصطلح مشتق من الكلمة العربية "الجاه"، والتي تعني القوة والثروة والعزيمة الشخصية. خلال هذه الحقبة الغامضة والمهمشة نسبياً في التاريخ العربي، كانت مكة المكرمة مركزاً رئيسياً للتجارة والتبادل الثقافي، حيث اجتمع التجار من مختلف المناطق لبيع وشراء البضائع المختلفة.
كان المجتمع آنذاك يعتمد بشكل كبير على الرعي والحرب كوسائل للحياة، مع وجود نظام قبلي متين يحكم العلاقات الاجتماعية. كان التعليم محدودا وبسيطا، وكان الشعر أحد الوسائل الرئيسية لتسجيل الأحداث والأيام المشتركة. الأدب والشعر لعب دوراً محورياً في تشكيل الهوية الثقافية للعرب قبل الإسلام. شعراء مثل امرؤ القيس وعنترة بن شداد كانوا يُعتبرون قادة فكر وروحي للأمم العربية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الوثنية دين معظم الناس الذين عاشوا في العصر الجاهلي. لقد عبّروا عن تقديسهم للطبيعة والكائنات الروحية وغيرها من الظواهر الطبيعية. ومع ذلك، بدأت بذور التنوير الديني تتفتح عندما ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأعلن رسالة القرآن الكريم. وقد أدت دعوته إلى تحول جذري في الدين والمجتمع العربي مما وضع نهاية للعصر الجاهلي واستبداله بالعصور الإسلامية اللاحقة.
في المجمل، يقدم العصر الجاهلي نظرة ثاقبة حول حياة العرب وعاداتهم وتقاليدهم القديمة، وهو جزء أساسي من التراث الإنساني العام وكذلك تاريخ المنطقة العربية الخاصة.