دراسة مراحل القمر هي جزء أساسي من الفهم العام لدورات الطبيعة ومدارات الكواكب. هذه الرحلة تبدأ من مرحلة "القمر الجديد"، وهو الوقت الذي يختفي فيه القمر تماماً تحت سماء الليل نتيجة لموقعه بين الشمس والأرض. أثناء هذا الحدث، تستعد الأرض للتعرض لأشعتها بشكل مباشر مما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة خلال النهار وانخفاضها ليلاً بسبب تأثير الجاذبية المشترك بين الشمس والأرض والقمر.
ثم تأتي مرحلة "الحَسْب"، والتي تشير إلى بداية ظهور الضوء على الجانب المتصل بالأرض للقمر. هنا، نرى حوالي نصف وجه القمر مضيئا بأشعّة الشمس بينما النصف الآخر محجوب عن رؤيتنا. هذا التأثير البصري يحدث بسبب دوران القمر حول محور نفسه بمعدل ثابت يشابه مداره حول أرضنا.
بعد ذلك، ندخل فترة "البدر"، وهي الأكثر شهرة وإبهارا للمراقبين بسبب توفر نور كافي لرؤية كل تفاصيل سطح القمر. وفي تلك المرحلة، تكون معظم مناطق جسم القمر مرئية لنا وذلك لأن الجانب المقابل للأرض أصبح معرضاً مباشرة لضوء الشمس وبالتالي يبدو كاملا ومشرقا. لكن بعد الوصول لهذه الحالة القصوى من الإضاءة، يعود الأمر للتراجع مرة أخرى نحو الظلام التدريجي مع دخولنا مرحلة جديدة تسمى "المحاق".
تتبع المحاق ما يعرف بـ"مرحلتي الهلالين"، الأولى هلال الربيع أو الهلال المغربي حيث يمكن رؤية شكل الهلال باتجاه الغرب عقب غروب الشمس، أما الثانية فهي هلال الخريف والذي يحمل اسم العروق الظهرانية ويظهر عند طلوع الفجر قبل شروق الشمس قليلاً. وتعتبر هاتان النوعان من الأقمار الصغيرة وغير المرئية إلا لمن هم مطلعون ومتابعون للشأن الفلكي بدقة عالية.
وفي نهاية الدورة، تعود الأمور لنقطتها الأولى لتبدأ مجدداً. وهكذا يستطيع قمرنا العزيز إتمام دوره السنوي الواحد ضمن نظام مدار فريد يجعل منه مصدر إلهام للإنسان منذ القدم حتى يومنا الحالي.