علم النفس التجريبي هو فرع أساسي من فروع العلوم النفسية التي تعتمد بشكل كبير على الأسلوب العلمي والقائم على الاختبار للتحقق من الفرضيات الخاصة بسلوك الإنسان والتفاعلات المعرفية. هذا المجال يركز أساساً على فهم كيف تعمل التفكير، المشاعر، السلوك، والعواطف البشرية باستخدام الطرق البحثية القائمة على التجربة.
تبدأ العملية عادة بتحديد سؤال بحثي محدد ثم تصميم تجربة مصممة خصيصاً للبحث عن إجابة له. يمكن لهذه التجارب استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات مثل الاستبيانات، المقابلات، الملاحظات، والأدوات الناشئة حديثا في مجال الإحصائيات الحاسوبية. الهدف هنا ليس فقط جمع البيانات ولكن أيضاً تحليلها بطريقة موثوق بها لتوفير نظرة ثاقبة حول الظاهرة المدروسة.
في علم النفس التجريبي، يتم النظر إلى الأفراد كموضوعات بحث وليس مجرد عينات عشوائية. هذا يعني أنه بدلاً من التركيز فقط على المتوسطات الجماعية، فإن الباحثين يأخذون في الاعتبار الفروق الفردية بين الأشخاص وكيف يمكن لهذه الفروقات التأثير على النتائج التجريبية.
إحدى أهم ميزات علم النفس التجريبي هي قدرته على التحكم البيئي. من خلال خلق ظروف معينة وتغيير متغير واحد (أو أكثر) في كل مرة، يستطيع الباحثون تحديد العلاقات السببية بين مختلف العوامل النفسية. وهذا يعطي علماء النفس الأدوات اللازمة لإجراء التنبؤات بناءً على نتائج الدراسات السابقة وتحقيق تقدم مستمر في فهمنا لكيف يعمل الدماغ والقلب والجسد ككل تحت الضغط النفسي والثقافي المختلفة.
بشكل عام، يعد علم النفس التجريبي جزءاً حيوياً من العلوم النفسية يساعد في تشكيل كيفية تعاملنا مع الصحة النفسية والسلوك الإنساني اليوم وفي المستقبل.
