ابن بطوطة، رحالة ومنظر مغربي بارز يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، يُعتبر واحداً من أكثر المسافرين شهرةً خلال العصور الوسطى. ولد حوالي عام 1304 ميلادية في مدينة طنجة بالمغرب تحت اسم محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللوسي الطنجي. رغم عدم توفر معلومات دقيقة حول تعليمه المبكر، إلا أنه كان يتمتع بحماس كبير للمعرفة وحب لاستشعار الغرائب والمجهول.
بدأ ابن بطوطة رحلاته الشاقة نحو مصر ثم فلسطين والشام وتركيا وصولاً إلى الهند وماليزيا والصين وحتى شرق أفريقيا. استغرقت هذه الرحلة الجبارة ما يقارب ثلاثين عاما، خلالها كتب تفاصيل يومية للحياة في البلدان المختلفة التي زارها والتي جمعت فيما بعد لتشكيل كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".
في عمله هذا، يقدم لنا ابن بطوطة وصفاً دقيقاً لأحوال الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للبلاد التي زارها. إن كتاباته تعتبر مصدر غني للتاريخ الاجتماعي والجغرافي للعالم الإسلامي في ذلك الوقت. كما أنها تقدم نظرة ثاقبة على العلاقات التجارية بين مختلف الثقافات والأمم عبر مسارات التجارة القديمة.
بعد عودته إلى وطنه في نهاية المطاف، أصبح ابن بطوطة محاضراً فقهياً وألقى درساً شهرياً أمام السلطان أبو انصر فارس ملك المغرب الأقصى. توفي سنة 779 هجري (1377 ميلادي) تاركا خلفه تراثا أدبياً وثائقياً هائلا يسجل تجربته الفريدة كمسافر متجول ومعلم اجتماعي وفكري.