ولد الفنان التشكيلي والمخرج اللبناني البارز أسد فولادكار في بيروت عام ١٩٥٠. بدأ حياته الفنية كممثل ثم تحول إلى مجال الإخراج، وهو ما حقّق فيه نجاحات عديدة أثرت المشهد الثقافي والفني العربي بشكل كبير.
تتميز أعمال فولادكار باستكشافها العميق للتقاليد العربية وتأثيراتها المتنوعة على المجتمع الحديث. يشتهر بإنتاج أفلام تحمل رسائل اجتماعية ودينية عميقة الجذور، مما جعله واحدًا من أهم الأسماء في تاريخ السينما اللبنانية والعربية.
كان أول فيلم له "المدينة" (١٩٨٢) نقطة انطلاق نحو الشهرة والتقدير الحرّين. هذا العمل الدرامي، المستوحى من قصص القرون الوسطى الإسلامية، سلط الضوء على القيم الإنسانية والإنسانية التي لا تزال ذات صلة حتى اليوم. ومن بين أعماله الأخرى البارزة يأتي "الحبيب" (١٩٨٦)، والذي تناول دور الحب كإطار أخلاقي وعاطفي قوي.
بالإضافة إلى مواضيعه الاجتماعية والدينية الغنية والمعقدة، فإن لغة بصريّة فولادكار تُعتبر فريدة ومؤثرة للغاية. يستخدم التصوير الطبيعي الخلاب وجماليته الخاصة لإدخال الجمهور في عالم الشخصيات وحكاياتهم المعقدة. كما أنه معروف باستخدام الموسيقى التصويرية الأصلية بكثافة لتوجيه مشاعر المشاهد وتحقيق تأثير عاطفي أقوى.
على الرغم من النجاح الكبير لأفلامه والجوائز العديدة التي حصل عليها، اختار فولادكار الانسحاب تدريجيًّا من صناعة الأفلام خلال التسعينات للتركيز أكثر على الفن التشكيلي. ومع ذلك، فقد ترك إرثًا ثقافيًا فريدًا وساهم بشكل كبير في تقدم فن السينما العالمية.