القراءة ليست مجرد حركة جسمانية لقلب صفحات كتاب؛ إنها رحلة عقليّة تزدهر فيها الأفكار والثقافة والأحاسيس الإنسانية. تُعدّ القراءة عملية ذات طبيعة ذهنية تتطلب فهماً متعمقاً لمحتوى النصوص المطروحة أمام المتلقِّي. تشكل تلك العملية تفاعلاً ديناميكياً بين المؤلف والقارئ ينتج عنه استخلاص المعاني وإنتاج المعرفة. تعدُّ القدرة على القراءة فناً وحاجة أساسية في عصر يعتمد فيه البشر بشكل متزايد على المعلومات المكتوبة لتغذية تفكيرهم ومعرفتهم. تجدر الإشارة إلى أنّ القراءة فعالية لغوية مكملة لأشكال أخرى من التواصل البشري كتلك المرتبطة بالتعبير الكتابي والكلام المستمع إليه.
تأخذ القراءة أشكال مختلفة بحسب الغرض والفائدة المرجوَّة منها. قد تكون بسيطة ومتسرعة بغرض الحصول على نظرة سريعة حول الموضوع العام للنص؛ وقد تحتاج أيضًا لأن تكون مدروسة وبحثاً متأنياً لتحقيق الفهم الشامل والمعمق للموضوعات العلمية والنظرية المعقدة. تعتبر كلتا الطريقتين جزءاً لا يتجزأ مما يعرف بالقراءات التدبيرية والتي تساهم بدور فعال في تطوير مجموعة واسعة من المهارات الشخصية كالقدرة على تنظيم الأوقات وتحفيز الذات نحو تحقيق الاعمال المنشودة بكفاءة عالية.
لاستخدام استراتيجيات فعالة خلال هذه الرحلة المعرفية الرائعة، يستحسن تحديد هدف واضح لكل جلسة قراءة بما يساعد على توجيه الانتباه نحو المعلومات الضرورية وتجاهل البيانات الجانبية الثانوية. بالإضافة لذلك، يعد اكتساب المصطلحات والمفاهيم الجديدة خطوة ممتازة لإثرائِ ذخائر اللغة العربية لديكم وكذلك فرصة عظيمة للدخول عالم تراث الثقافات المختلفة عبر مرآة الأدب العالمي. أما بالنسبة للمكان الأنسب لهذه التجربة فقد يحقق جو هدوء ونظافة مناسب بجوار مناطق مكتظة بالحركة والصخب المزيد من الراحة اللازمة للاستقبال الجيد لما ستقرأون مستقبلا! أخيرا وليس اخرا ، فإن العديد من الدراسات الحديثة توضح أهميتها بمختلف نواحي الحياة اليومية بداية من تخفيف حدة التوتر وانطلاق الذكريات المثمرة وحتى توسيع دائرتكم الاجتماعية وانتهاء بتنمية القدرات الذهنية والجسدية للأطفال الذين يغترفون يوميا بسحر الحكايا القصصية الساحره . دعونا إذن نعيش قصة عشق جميل تتمثل باختراق حاجز الورق الإلكتروني الافتراضي برحلات أدبية شيقة محفوفة بالأمل وطرق البحث عن حلم حل مشاكل العالم الملألئ !!