القائد الثوري لجوزيف ستالين: التاريخ السياسي للزعيم السوفييتي

جوزيف ستالين، شخصية بارزة في تاريخ الاتحاد السوفيتي، لعب دورًا حاسمًا كقائد سياسي وثوري خلال النصف الأول من القرن العشرين. وُلد فلاديمير إيليتش يوغاشف

جوزيف ستالين، شخصية بارزة في تاريخ الاتحاد السوفيتي، لعب دورًا حاسمًا كقائد سياسي وثوري خلال النصف الأول من القرن العشرين. وُلد فلاديمير إيليتش يوغاشفيلي - واسمه الحقيقي - في عام 1879 في جورجيا، وانضم إلى الحزب البلشفي الاشتراكي الديمقراطي الروسي عندما كان شابًا، مما شكل أساس مساره المهني نحو السلطة السياسية.

بعد ثورة أكتوبر عام 1917 التي حققت الانتصار للحزب الشيوعي الروسي بزعامة لينين، ارتقى ستالين بسرعة ضمن هرم قيادة الحزب. تولى العديد من المناصب الهامة بما فيها رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ثم الأمين العام لها لاحقا. ساهمت قدرات ستالين الإدارية الاستثنائية وطموحه السياسي الواضح في تعزيز مكانته داخل النظام السوفيتي الناشئ.

مع وفاة لينين عام 1924، بدأ صراع خفي بين مختلف الشخصيات المؤثرة حول من سيخلف الزعيم المؤسس. تميزت هذه الفترة بتحالفات وتوترات متغيرة باستمرار حتى خرج ستالين منتصرًا بحلول عقد الثلاثينات. قام بإقصاء منافسيه البارزين مثل ليون تروتسكي ونيكولاي بوخارين بينما أسّس نظام حكم شمولي يركز السلطة بشكل مركز في يد "القائد الأعلى" وهو لقب حصل عليه ستالين بعد مؤتمر الحزب الخامس عشر سنة ١٩٣٦ .

كان عصر ستالين مميزا بمشاريعه الاقتصادية العملاقة والتي تضمنت الخطط الخمسية لتحويل البلاد من اقتصاد زراعي تقليدي إلى قوة صناعية عالمية واقتصاد مخطط مركزي تماماً تحت شعار «التقدم والتحديث». رغم تحقيق نتائج ملحوظة فيما يتعلق بالإنتاج الصناعي والنووي والجوي والعسكري وغيرها إلا أنها جاءت عبر سياسات شديدة القسوة ضد المعارضيين والمعادين للعهد الجديدة سواء كانوا أفراد او مجموعات كاملة كما حدث مع الشعب الأوكراكيني أثناء المجاعة الجماعية الشهيرة لتلك الفترة وكذلك توسيع شبكة السجون والصوامع والمستعمرات المقيدة الحرية للأبد.

على المستوى الدولي، تبنى ستالين نهجا عدائياً تجاه الغرب وشكل تحالفات استراتيجية مع الدول الأخرى التي واجهت الرأسمالية والديمقراطية الليبرالية؛ فعلى سبيل المثال، وقع اتفاق عدم الاعتداء مع ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية مباشرةً فقط لأسباب جيوسياسية آنذاك ولكنه سرعان ما أدى إلى دخوله الحرب بمواجهة هتلر ومن بعده الولايات المتحدة الأمريكية عقب غزوها لموسكو والحلفاء الأوروبيون الذين انقسموا بين طرفينا العالم الأقوياء وقتها. يُذكر هنا دوره الرئيسي في إنشاء الحلف الشرقي ("وارسو") مقابل الناتو الغربي المنتشر حاليًا ويتكون حاليًا معظم دول أوروبا الشرقية بالإضافة لسلافاكيا ومولدافيا وأوكرانيا ومعظم جمهوريات أمريكا الجنوبية القديمة أيضًا!

استمرت فترة حكمه الظلامية طيلة أكثر من ثلاث عقود طويلة حتى وفاته المفاجئة بسبب سكتة قلبية بتاريخ مارس/آذار عام ١٩٥٣ تاركا خلفه تراث باهتا مختلطاً مليء بالأسرار المخفية والأحداث المشبوهة المتعلقة بجرائمه المرتكبة بحق شعبه وجيرانه والقارة بأسرها بلا شك!!


عاشق العلم

18896 Blog des postes

commentaires