تألّق الفنان الكبير عادل إمام كواحد من أشهر وأبرز ممثلي مصر والعالم العربي، ترك بصمة واضحة ومُلهمة في تاريخ الفن. يُطلق عليه لقب "الزعيم"، وقد حاز احترام الجماهير وإشادة النقاد بما قدمه عبر مسيرة فنية طويلة امتدت لأكثر من ستة عقود. بدأت مشواره كممثل كوميدي لكن سرعان ما اتسعت آفاق موهبته لتصل إلى أدوار الدرامية العميقة التي سلطت الضوء على قضايا مجتمعية هامة.
ولد عادل امام عام 1940 في بور سعيد لمحامي بارز، مما شكل خلفية تعليميه مرموقة أثرت بشكل كبير على ثقافته وفهمه للأدب والمجتمع. بدأ مسيرته الفنية أثناء دراسته بكلية الزراعة جامعة القاهرة عام ١٩٦٠ عندما اكتشف معلمه الدكتور صلاح أبو سيف مواهبه المسرحية ورشحه لدور صغير في أحد المسرحيات الطلابية. منذ تلك اللحظة الأولى، ثبتت قدراته وحقق تقدماً ملحوظاً حتى أصبح شخصية أساسية ضمن فرقة "مسرح الطليعة".
في بداية حياته المهنية، اشتهر بوثاقته الخفيفة الظل واستخدامه للمفارقات والسخرية الاجتماعية لإضحاك الجمهور وتوجيه انتقادات مدروسة حول القضايا المجتمعية الشائكة آنذاك مثل التعليم والإنسانية والحياة اليومية البسيطة للناس العاديين. وكان له دور كبير بتقديم أعمال تلفزيونية رائدة منها مسلسل "رأفت الهجان" الشهير والذي بلغ ذروة نجاحاته وهو يدير العمل بين الكوميديا والدراما التاريخية والأعمال الوطنية البطولية الأخرى والتي مازالت تحظى بشعبية واسعة بعد مرور سنوات عديدة.
لم يقتصر تأثير عادل إمام فقط داخل حدود الوطن العربي ولكنه انتشر عالمياً أيضا نظراً لجماهيريته الواسعة وجودة الاعمال التي شارك بها سواء كانت أفلام سينمائية أو مسلسلات درامية غاية في العمق الإنساني والنقد الاجتماعي اللاذع المدروس بحرص شديد للحفاظ علي صورة الأمانة الأخلاقية لدى جمهوره المتوقع أن يستقي الحكم والمعرفة منه لما يتمتع به من رؤية ثاقبة للمستقبل وللقضايا المحلية والدولية المثارة حالياً ومتابعة مستمرة للقضايا العالمية واتخاذها محورا لانطلاق العديد من الأعمال المعاصرة ذات الرسالة الحضارية والثقافية المنشودة . كما انه مثال رائع للإخلاص تجاه عمله ولم ينضب يومآ برغم السنوات العديدة وما زال محافظا علي مكانته واحترافيته بلا منافسين ولا يمكن لاحد التفوق عليها مطلقآ بحسب رأي الكثير ممن عرفوه حق العلم . إن الحياة الشخصية لعادل إمام مليئة بالتجارب المؤثرة والعلاقات الحميمة داخل الأسرة الصغيرة والخارجة عنها ، تجعل كل عمل يخوض فيه أكثر قرباً للعاطفة وبالتالي أقرب للتعبير عن واقع الناس ومعاناتهم وهموهم وآمالهم وطموحاتهم خاصة وأن معظم اعمال هذا الرجل الرائع تحمل طابع الصراع الخارجي الداخلي المستمر فيما يسمونه بالوعي الشعبي والتاريخ والتراث الثقافي الإسلامي السمح القريب للشباب الحالي ليبقى دائما متجددا رغم اختلاف الأحوال وسرعة تغييرات العالم المحيطة بنا ولكن يبقى الإنسان هو الثابت الوحيد فيها مهما حدث!