يشير مصطلح "الابتكار الاجتماعي" إلى العملية الديناميكية التي تسعى لتلبية الاحتياجات الاجتماعية غير المستوفاة بشكل فعَّال وتحدٍ للمشاكل المحلية والعالمية باستخدام حلول مبتكرة ومبتكرة. إنها عملية شاملة تمر بعدد من المراحل الحرجة للتأكد من نجاح الفكرة وضمان تأثير دائم وطويل المدى. دعونا نستكشف باختصار هاتين المرحلتين الأساسيتين لهكذا نهج عميق التأثير.
- التقييم والتخطيط: تبدأ الرحلة بفهم دقيق ومعمق للواقع الاجتماعي؛ حيث يكمن قلب الابتكار الاجتماعي هنا. ينبغي البحث بدقة حول الأسباب الجذرية للأزمات الموجودة داخل مجتمع معين، سواء كانت مرتبطة بتوزيع موارد محدود، نقص التعليم، معدلات بطالة مرتفعة وغير ذلك الكثير. يسمح هذا التحليل العميق لفريق عمل الابتكار باكتشاف الفرص النائمة لصنع فرق حقيقي. كما يمكن لهذه الفترة أيضا توليد رؤى قيمة بشأن الاستراتيجيات الأكثر فعالية لمواجهة تلك المصائب المقترنة بكل قضية محددة.
- إنتاج الأفكار وتحفيزالإبداع: بمجرد تأمين الأرضية المرتكزة على بيانات واقعية رصينة وصحيحة علمياً، يحان إيصال الطاقة والإلهام لكل أفراد الفريق للاستفادة القصوى من مؤهلاتها المهارية الرائعة. تعد مشاركة الرؤى وأخذ الآراء المختلفة عامل مهم جداٌ أثناء اقتراح الخطط ورسم الخطوط العريض للحلول المطروحة تحت الدراسة. مما يساعد كذلك في تضمينوجهات نظر متنوعة داخل منظومة التفكير الخاصة بك. لذلك فهو وقت ممتاز لاستنباط آرائكم وتعزيز ثقافتكم الداخلية للإبداع الجامح. إذ يستطيع كل فرد مساهمتها بخبراته الشخصية الغنية والمعرفة المكتسبة جرّاء خبرتهم اليومية الواسعة بالمحيط الخارجي المحيط بهم مباشرةً, ما يساهم في تعظيم احتمالات ظهور حلول جريئة وحديثة وغاية في الروعة.
- إنشاء نماذج أولية وتمارين التطبيق العملي: خطوة أخرى نحو الانتقال نحو واقع جديد مختلف تمام الاختلاف... وهي مرحلة التصميم! وهُنا يبرز دور خبراء تصميم المنتجات -أو حتى مجرد الأشخاص ذوي الشغف بإحداث تغيير– الذين يشكلون نواة فريدة قادره على ترجمة أفكارهم الإنسانية الجميلة إلى مظاهر ماديه حسيه قابله للاستهلاك والاستخدام الفعلي بواسطة الجمهور العام مستقبلاً. إن خلق نسخ تجريبية مبسطه وحساسه للمستخدم لنظريات وشعارات كان مجرد كلاماً ذا طابع أدبي في السابق سيجعلالفكرة أكثر قبولاً لدى عامة السكان وسيساعد كثيراً عند مواجهتنا لاحقا بالتساؤلات المثيرة مثل:"كيف سنطبق جميع عناصر هذه المعادلة التفصيلية ؟"، وكذا :"ماذا ستكون ردود أفعال جمهورنا تجاه المنتج/الكائن/النظام الذي طورناه الآن؟". ولذلك فإن اختبار فرضيات افتراضية مطروحة سابقاً ضد سيناريوهات عالم حقيقي أمر حيوي منذ البداية ويضمن لنا اكتشاف ثغرات صغيرة محتملة قبل اتخاذ إجراءات مكلفة لاحقاً عندما تصبح القرارات التالية نهائية لاتراجع عنها .
- البحث عن غرز الاستقرار والكفاءة: فيما يلي محور التركيز الرئيسي وهو كيفية ضمان قدرة البرامج والخدمات الجديدة باستمرارها العمل بسلاسة وجودة مثالية وفق توقعات متطلبات المستخدمين الرئيسيين فيها فضلا عن توافقها البيئي والاقتصادي أيضًا!. يعد دراسة جدوائيتها الاقتصادية واتخاذ التدابير اللازمة لمنع المخاطر المحتملة عوامل حرجة للغاية خاصة وأن العديد منها تعتمد علي مدخلات مالية خارجية خارجية لكسب دعم المؤسسات الأخرى غير الحكومية والمجموعات الاجتماعية والفئات العمرية المختلفة لكي تنمو ويتسنى لها توسيع اسواقها تدريجياً, ولكن وفي الوقت نفسه ، يجب ألّا تفقد أبدا تركيزها الأساسي حول هدفها المنشود رغم تحديات الطريق العديدة المؤقتة ...
- نشر الإنجازات وإعادة تنظيم هيكليات الحكم القديمة: بعد مرور سنوات طويلة مليئة بالحماس والدراسات المكثفة والنبوءات التحضيرية الثاقبة .. أخيرا .. فقد آن وقت تقاسم الخبر السعيد مع الآخرين ! فلابد بداية معرفة مدى استعداد الشعب بحجم مشروع واسع كهذا فالفتحهعلى رقعة الوطن برمتها وليس فقط وسط نخبه مختارة قليله لا تمثل إلا جزء بسيط منهم ممن كانوا حاضرين حين طرح اول المسودات الاولى للفكر , بينما يفوق عددهم هؤلاء الأحرار عشرات بل مئات المرّات !! لذلك فإن تبني نموذج شعبي شامل يتعين عليه الاعتماد بصراحة كاملة على جهوده الذاتية المبنية اساساً علـى المواهب المتوفرة لدي العديد بلا شك سوف تتمخض عنه نتائج مجدية حقا وستحقق رضاء اكبر قطاعات المجتمع بدون اضفاء طابع خاص بأصحاب السلطة الحاكمه حاليا لان الهدف فوق كل اعتبار ويمكن تلخيصه ضمن عبارتين اثنتان هما "خدمة الإنسان" و"رفع شان البشر مهما اختلفت انتماءاته." وهذا بالضبط العنوان الأنسب لما يدور بين جنبات هذه الفقرات الأخيرة يحاول الاطلاع عليها الآن!