البيئة هي النظام المعقد والمستمر الذي يحيط بنا ويضم العناصر الطبيعية والبشرية التي تؤثر وتتفاعل مع بعضها البعض بشكل مستمر. إنها تشمل كل ما هو موجود حولنا من كائنات حية وجمادات، وعلاقات ديناميكية بينهما وبين الإنسان، بالإضافة إلى الظروف الجغرافية والكيميائية والجيوفيزيائية التي تعمل بتوازن محدد. يمكن تقسيم هذه المنظومة إلى مكونات أساسية ثلاث:
- العناصر الطبيعية: تتضمن الأرض والماء والهواء والنباتات والحيوانات. تُعتبر هذه المواد أساس الحياة البشرية وتوفر لنا موارد ضرورية للبقاء والصحة والعيش الكريم. فالتربة الغنية بالمغذيات تدعم نمو النباتات، والتي توفر بدورها غذاءً لكثير من الحيوانات بما فيها الإنسان. الماء حيوي للحياة ويمكن أن يوجد بحالات سائلة أو غازية أو صلبة؛ وهو مورد أساسي للشرب والتطهير والاستخدام الزراعي وغيرها الكثير. الهواء ضروري لتنفس جميع الكائنات الحية ولكنه أيضًا وسيلة مهمة للإشعاع الشمسي ودوران الطقس ونقل الضوضاء والحرارة عبر الرنين الحراري للمواد الصلبة المختلفة داخل البيئة.
- العوامل البشرية: يشير هذا المصطلح إلى النشاط البشري وآثاره المتنوعة على بيئته المحلية والعالمية. يتمثل أحد أهم جوانبه في تغير الاستخدامات للأراضي واستخراج الموارد الطبيعية مثل الفحم والمعادن والمعادن الثمينة لتلبية احتياجات المجتمع الحديث. كما تلعب الأنشطة الاقتصادية والسكانية دورًا مؤثرًا في خلق ضغط متزايد على الموارد وتلويث البيئة نتيجة انبعاثات الصناعة والنفايات المنزلية وغيرها مما يؤدي لنشوء مشاكل بيئية حادة كالاحتباس الحراري والتدهور البيولوجي وفقدان التنوع البيولوجي.
- الترابط والتوازن: تربط عناصر البيئة علاقة تلازمية واضحة حيث تعتمد سلامتها ووظائفها الصحية على توازن دقيق بين مختلف القوى المؤثرة عليها داخليا وخارجيا. ولذلك يعد فهم عمليات التحويل الداخلية ومعرفة كيفية التدخل بطريقة مسؤولة لاستدامة تلك الوظيفة أمر بالغ الأهمية لتحسين نوعية حياتنا وحماية جيوب أرضنا الخضراء لمن بعدنا كذلك!
إن إدراك تعقيد منظومتنا البيئية وتعزيز ثقافة احترامها وصونها جزء أصيل من مسؤوليتنا اتجاه ذواتنا وأجيال المستقبل حتى نظمن حياة كريمة لأطفالنا والقرون الآتية بإذن الله تعالى.