السجع هو أحد ألوان البديع في اللغة العربية، ويُعرّف بأنه تطابق أو ترابط بين نهايات الجمل أو الأفكار ضمن نسيج أدبي واحد. هذا الترتيب المنسجم للكلمات يعطي النص جاذبية موسيقية خاصة، مما يزيد من طرافته وفهمه لدى القراء والسامعين.
التعريف اللغوي للسجع
مصطلح "السجع" في اللغة العربية يعني التناسب والتجانس. فهو يشبه استقامة الشيء وصفائه عندما يتم وضعه بشكل متساوٍ ومتناسق. أما من الناحية الاصطلاحية، فقد عرف الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الإسفراييني (توفي عام 386 هـ) السجع بأنّه "توافُق فاصلتين من النثر على حرف واحد". وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول تحديد ماهيته بدقة، إلا أنه يمكن اعتباره خاصية نحوية تشترك فيها قطعتا شعر أو نثر لتكوين صوت موسيقي منتظم وممتع للأذن.
آراء علماء لغويين بارزين بشأن السجع
لقد اهتم العديد من العلماء بالأدب العربي بتوضيح مفاهيمهم الخاصة بالسجع. فعلى سبيل المثال، ذكر السكاكي (955 - 1090م) أنه "الأسجاع بالنثر كالجواهر بالشعر"، بينما رأى ابن خالويه (277 - 344 هـ) أنه نوع من الزينة والملاطفة في الكلام. وفي كتاب نهج البلاغة لأبو الفضل أحمد بن الحسين بن علي الطبرسي، يُعتبر حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثال جميل لسُلوب سُجي واضح وصريح.
نماذج عمليا للسجع في القرآن الكريم والشعر والنثر
يمكن تقسيم أمثلة تطبيقية للسجع إلى عدة أصناف وفق ترتيبها الداخلي. إليك هذه الأنواع:
السجع المطلق
هذا النوع يحدث عندما تتشابه نهاية فقرتين في الصوت ولكن تختلف وزناً وعروضا. يقول القرآن الكريم مثلاً: "وما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا" [الانعام:٣]. هنا رغم عدم اتفاق الوزنين الثقيل والخفيف، إلا أنها تبدو وكأنها تتبع نفس القافية النهائية عند النطق.
السجع المرصع
ويتمثل حين تجتمع جميع عناصر الوزن والقافية داخل مجموعة عبارات محددة. ومن أكثر الأقوال شهرة بهذا الصنف هي تلك الموجودة في القرآن أيضاً:"إن إلَينا إيابهم ثم إن عليهم حسابهم."[الملائكة :٢٨]
السجع المتوازي
وهو شكل مختلف قليلاً عنه سابقه إذ تترابط زوجتا وسطه وهناك مسافة زمنية بينهما ، نموذجه موجود كذلك بكثرة بسورة الكهف :"ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من نفقة أو تنفقوا من أنفسكم من شيء فإن الله به عليم.[الكهف : ٢٧]
السجع المشظّى
هذه حالة نادرة جدًا تحدث فقط خلال القصائد القديمة والتي قد تحتوي بيت شعري واحدا يحتوي داخله جزأين مخالفين لقاعدة الاتفاق السابق ذکرها , كما جاء فى قصيدة أبي تمام : ' تدبير معتصم بالله منتقم له مرتغب في الله مرتقب'.
جماليات استخدام السجع فى الكتابة العربية القديمة
كان للحفاظ على تكامل الاطلال الواحدة تأثير كبير على هيكل المضمون العام للنص المكتوب . لذلك شهد فناني اللحظة توظيف اكثر تنظيماً لنظرية التفاضلية لإنتاج أعمال تتميز بجرس ذهبي تحفة فنية حقيقية للعقل والعاطفة البشرية .
هذه النظرية تتضمن ثلاثة عوامل رئيسية : أولًا ، مطابقة عدد كلمات كل جزء بالتوازي ؛ وثانياً ، زيادة طول الفصل التالي مقارنة بصاحبه السابق دون تفريط ; أخيرا وليس آخراً, الحرص المستمر ضد جعل الفرضية الأخيرة أقل بطريقة مهدرّة –حيث يعد هدف البراعة تحقيق الوضوح والاستقرار أثناء عملية الاستماع والإدراك لدوي المدائح المقترنة بإيقاعات شعرية ممتعة المنظر والمسموعة أيضا!