كان أحمد بن ماجد شخصية بارزة في تاريخ الإمارات والشخصية المؤثرة عالميًا في مجال الملاحة البحرية. ولد حوالي العام 1432 ميلاديًا في بلدة كلباء بإمارة الشارقة، وتعتبر حياته رحلة مثمرة مليئة بالإنجازات التي أثرت بشكل كبير على مجالات الاستكشاف والتجارة العالمية.
اكتسب ابن ماجد شهرته الواسعة كملاح ماهر ومعلم متمكن للملاحة. كتب العديد من النصوص العلمية الرائدة، والتي تعتبر حتى يومنا هذا مراجع أساسية لدراسة طرق الملاحة القديمة. كتابه الأشهر "الفوائد"، يقدم شرحًا تفصيليًا لكيفية استخدام النجوم والقمر لتحديد الموقع الجغرافي خلال الرحلات البحرية. كما أنه أول من استخدم أسلوب التفكير المنطقي لحل المسائل الرياضية المتعلقة بالمسافات والمواقع على الخرائط البحرية.
بفضل خبرته ومهاراته الفائقة، حظيت خدمات ابن ماجد باحترام كبير من قبل التجار والمستكشفين البارزين مثل البرتغال فاسكو دي جاما، الذي اعتمد بشدة عليه أثناء رحلته الشهيرة إلى الهند عام 1498. عمل ابن ماجد أيضًا مستشارًا ملاحيًّا لعدد من القادة العرب الذين تبنوا تقنياته لمراقبة حركة الكواكب والثريا واستخدام الرياح الموسمية لتحقيق نتائج أكثر دقة ودقة في تحديد المواقع أثناء الرحلات الطويلة عبر البحار المفتوحة.
بالإضافة إلى دوره الرئيسي في تطوير علوم الملاحة، يُعرف ابن ماجد بدوره المحوري في تعزيز التجارة بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. لقد ساهم إسهاماته العملية والنظرية بشكل عميق في تشكيل مسار التاريخ الاقتصادي للعالم القديم.
إن روايته المكتوبة بعناية حول تجربته الشخصية مع أحداث بحر عُمان والعالم العربي الكبير توفر نظرة ثاقبة لفهم الثقافة العقلانية والحركية التي كانت قائمة آنذاك داخل مجتمعات المنطقة العربية. إن تركيز ابن ماجد الثابت الدائم نحو التحسين المستمر للأساليب التقليدية يعكس حرصه اللامحدود للحفاظ على المعرفة وقدرات البلاد الأصلية بينما يعمل أيضاً جنباً إلى جنب لإحداث تغييرات مبتكرة وتحويلها لعصور جديدة تماماً مما جعل منه رمزًا حيويًا للتراث الإقليمي الغني بالتاريخ والإنساني.