- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تناولت هذه المحادثة مجموعة من الأشخاص نقاشاً يدور حول جدلية الفصل المحتمل بين مجالَيْ الفكر الرئيسيين: الفلسفة والعلم. يُبرز كل مشارك جانبًا مختلفًا من هذا الجدل، مما يؤدي إلى صورة متعددة الأبعاد لهذا الموضوع المعقد.
### عرض نقاط النقاش الرئيسية:
* **عبد العظيم بن علية**: يشير بداية إلى قول رينيه ديكارت الشهير مبينًا أنه رغم دور العلم الحيوي في توفير تفسيرات واقعية وعلاج حالات مرضية مباشرة، إلّا أنّ ثبات الأسئلة الوجودية والأخلاقية التي تناقشها الفلسفة يعد ضرورة مطلقة. أي أن الجمع بين هذين المجالين تحصيل حاصل ولا يجدر بنا الاستغناء عنهما ولو بدرجة واحدة.
* **حنفي البصري**: هنا يتم طرح تساؤلات جديدة حول مدى قدرة الفلسفة مقارنة بالعلم على معالجة قضايا ملحة تعصف بالحاضر مثل تغير المناخ وشح موارد الطاقة. ويُشدد كذلك على ضرورة تجاوز الحوار التقليدي المتمثل في الصراع العقائدي بين الطرفين واستخدام كليهما كمصدر معرفتي واحد ومتكامِل لشرح الحياة البشرية كاملة.
* **نهى التونسي**: تدعم وجهة نظر حنفي فيما يتعلق بإمكانيات تطبيقية أكبر لطرق العلوم الحديثة لمشاكل حضارية مؤثرة حاليا. ومن ناحيتها ترى أن تواجد الفلسفة ثابت وثابتٌ بقيمة بغرض رسم منهج حياة واضح وصحيح بغض النظر عن المستوى العملي للمعرفة المكتسبة عبر الدراسات الأكاديمية المختلفة؛ فهو يعمل كنقطة مرجعية للسلوك والقيم العامة للإنسان. وبذلك فهي تؤكد أيضاً على أهمية وجود حوار مستمر يقوده الجهتان وليس مجرد سباق tipped to one side or the other.
* **المصطفى بن عمر**: في مدخلته الأخيرة لدائرة الحديث يدافع بشدة ضد احتمالات الاعتماد الوثيق للغاية على الاكتشافات التجريبية وحدها، موضحا كيف تحتفظ الفنون الأدبية والفلسفية بوظائف خاصة تتمكن بها مجتمعنا الثقافي والحكومات متخذ القرار فيه من القيام برصد مواطن الخلل الأخلاقي والثقافي العام وإصلاحها بشكل فعال ضمن الخطوط العامة لعالمنا الجديد المختلف باستمرار والذي نشهد اندفاعاته وتغييراته كل يوم.
من خلال تعداد الآراء أعلاه يمكن تلخيصه بأنه وعلى الرغم من قوة تطلع البعض للاستناد بكامل ثقتهم لإنجازات علوم القرن الواحد والعشرين، فالجميع يحترمون ويتفقون على حاجة المجتمع الإنساني كامل لهذَين المصدرَين المعرفيين حتى يستطيع الموازنة بين الحقائق العملية وكافة جوانب روح الانسان أيضًا وما هي السبيل الوحيد للتطور الذاتي والتعاون الدولي المثمَر حقا لكل الناس.
عبدالناصر البصري
16577 Blogg inlägg