رؤية عدم القدرة على إكمال الصلاة في المنام يمكن أن تحمل العديد من التفسيرات المختلفة بناءً على تقاليد علم تفسير الأحلام الإسلامية. سنستعرض هنا هذه التأويلات حسب تفاسير ابن سيرين والنابلسي وابن غنّام وابن نعمة. يُرجى ملاحظة أن هذه مجرد استنتاجات وقد لا تنطبق بشكل مباشر على الجميع، حيث تعتمد التفسيرات أيضًا على السياق الشخصي لكل فرد وحسناته وذنوبه الخاصة.
في تفسير ابن سيرين لرؤيا الصلاة، يشير إلى أن الأصل في رؤيا الصلاة أمر محمود سواء في شأن المرء الديني أو العلماني. إذا رأى الشخص أنه يصلّي صلاة مفروضة، فهذه بشرى بنيله لمنصب أو حكم أو أدائه لأمانة أو قضائه لدين. وفي حال رأى أنه وصلّى صلاة مسنونة، فهو يدل على طهر قلبه وصبره على المحن وصفاته الحميدة مثل الكَرَم والعطف على الآخرين. وإذا شاهد نفسه يوصلّي صلاة تطوعية، فهذه علامة على تميز أخلاقه وزوال همومه وغمه. أما لو رأى أنه يصلِّي وسط زرع، فقد يعني حل مشكلته المالية وقضاء ديونه. وإن كان يأتي للصلاة ضمن صفوف متوازنة، فهذا يوحي بكثرة تسبيحه وتحميده لله عز وجل. ورؤية السجود بدلاً من أداء الفرض تشير لندم صاحب الرؤيا والتوبة من خطاياه. وصلاة الظهر والعصر والعشاء بواقع ركعتين فقط تعكس سفره القريب. بينما فوات الصلاة المفروضة غالبًا ما يعكس مصاعب نسبية أمام تحقيق أهدافه. وبينما تشير صعوبة الانتهاء من الصلاة لرؤياك لتحديات تواجهها في بلوغ هدف مرغوب فيه بالنسبة لك.
ويرى الشيخ النابلسي أن صلاة الفرائض تؤشر دوماً لحصول صاحب الرؤيا عل مناصب رفيعة وتحقيق الأمانات واستيفاء الحقوق والدخول في مشروع جديد مهم له. وعندما يقوم بتلك الشعائر وفق مواقيتها بسلوك صحيح، فذلك مؤشر لاستحقاقه حسن جزاء تجاه ارتباطاته وطموحاته الشخصية التي يسعى لإنجازها. ومع كل عبادة نافلة قام بها خلال أحلامه، زاد اقترابه نحو مراتب عليا لدى الرب جل وعلى. ولو نام واحد منهم دون انتهائه منها ليوم القيامة ، مما يدل على بطء تقدم مخطط حياته المستقبليات الحالية غير مكتملة العناصر والمكونات حتى الآن!
ومن وجه نظر عالم آخر وهو ابن غنام ، فهم الذين ارتكبوا مخالفات شرعية أثناء تأديتهم لها – كالتخلف عنها مثلا - سوف يتلقون عقوبات ترتقي بحسب شدتها . كذلك تجدر الإشارة بأنه وعلى الرغم مما ذكر آنفا إلا انه يوجد بعض الاستثناءات الأخرى الخاصة بإظهار معنويات ايجابية متعلقة بهذا الموضوع ؛ إذ ربما اشار رمز ظاهرة الشمس الى مكاسب مادية وفوائد معنوية أيضا .. بالإضافة لذلك فان عمل "العصر" خاص يحتفل بالانتصار واتمام الخطط المستقبلية المتعلقة بشخصيته وانجازات عامة واسعة الانتشار وممتدة المدى الزمني ايضا ! كما ان حضور مراسم المناسبات المرتبطة بغروب النهار وتمسك الدعائم الاساسية لديانة الإسلام توضح مدى نجاح جهوده الجلية والثابتة للحفاظ عليها وتعزيز قبوله العام داخل المجتمع المقرب اليه .وفي نفس الوقت تحذر رؤيا عدم انجاز اعمال اداء الواجب بموجب تعليماتها الروحية الناس بأن هناك الكثير ممن حولهم ممن يخوضون صراع داخلي هادئ ولديهم مشاعر كثيرة تجاه افراد عدائيين لهم سواء كانوا أقارب أم غرباء تمامآ عنهم .
وأخيراً وفق منظور فقيه ثالث وهو الشريف بن نعمه ، يستشف بان رؤيا صلوات واجبة تقوم تلبي احتياجات المؤمن وترتقت به وضمنت سلامته النفسية والجسدية وسددت مديونياته وتشبعت روحانية روحيته واقتربت منه ملاذ الأمن والأمان وهناك احتمال كبير لان تخلف البعض عنه قد توقفت جميع المشاريع المثمرة لديك ولكن مطامحك لاتزال قائمة وستعود إلي طريق الحياة الطبيعي مرة أخرى ...وتظل دعوة الشيخ عمر مغنية متداولة بين العامة : "الدعا الملائكية ذات القدسية العليا والتي هبطت الأرض لتحفظ حقوق الإنسانية هي نفسها المكلفة بالحماية والصيانة للعيش الكريم للأتقياء". لذا فالاستمرار بالأعمال التعبدية رغم العقبات الخارجية الداخلية يعد إيذانا بالتطور الأخلاقي والمعرفي عبر التدبر والسلوك الجميل والسلوك الصادق والقلب الطاهر والروح المخلصة للإله ذو الغفران الجزيل المغفرة الرحيم .
