الكهرباء الساكنة ظاهرة طبيعية تحظى باهتمام كبير في مختلف المجالات العلمية والصناعية نظرًا لتأثيراتها الجوهرية في حياتنا اليومية. هذه الظاهرة تحدث عندما تتجمع الشحنات الكهربائية على سطح جسم ما، نتيجة الاحتكاك أو الفصل بين مواد مختلفة تحمل شحنة كهربائية معينة. إن فهم الكهرباء الساكنة يساعد بشكل أساسي في تطوير حلول فعالة للحدّ من مخاطر ومشكلاتها التي قد تؤدي إلى حوادث خطيرة مثل التفجيرات والتآكل المعدني.
تتميز الكهرباء الساكنة بشحنتها الثابتة التي يمكن أن ترتفع قيمتها حتى وصلت ميغا فولت اعتمادًا على عوامل المؤثرة كالحجم والشكل الهندسي للجسم المشحون ودرجة الرطوبة البيئية المحيطة به. يعتبر الهواء العازل ممتازًا لحبس تلك الشحنات فوق الاسطح الصلبة مما يعزز احتماليتها للإطلاق المفاجئ عبر مسافات قصيرة مصحوبا بانبعاث طاقة حرارية وصوتي تسمى "برق ساكن". يحدث هذا النوع من البرق عادة عند لمس الأرض وتحتوي بعض المواد ذات مقاومة عالية للشحنة الكهروستاتيكية كالأسفنج الصناعي والأقمشة النايلونية والسجاد البلاستيكي مسببة مشاكل صحية مثل الصداع والإجهاد للعاملين الذين يعملون داخل بيئات غنية بتلك الأوساط.
يمكن تقليل خطر وقوع أحداث سلبية بسبب الكهرباء الساكنة باستخدام طرق متنوعة منها استخدام أرضيات موصلة للمساعدة بإزالة تراكم الشحنات الزائدة عبر شكل هندسي يسمى "الأرضية الموسعة". بالإضافة لذلك فإن اختيار المواد المصنوعة أساساً بمقاومة كهربية أقل يساهم كذلك بخفض احتمالية التعرض لمخاطر المتعلقة بالكهرباء الساكنة. كما ينصح باستعمال معدات خاصة مانعة للتصادم أثناء النقل واستخدام قطاعات هوائية مرطبة تعمل بنظام إلكتروني متقدم لإبقاء مستويات رطوبته ضمن المدى الامثل لمنع تجمع وشحن أجسام مادية غير مرغوب فيها.
إن دراسة وتحسين معرفتنا بفهم العمليات المرتبطة بالكهرباء الساكنة سيؤدينا بلا شك لتوفر بيئة عمل آمنة ومعالجة أكثر فاعلية لهذه القضية المعقدة والتي أثبتت أهميتها سواء كانت على نطاق واسع كمصدر للقوة الدافعة لجزيء عضوي حيادي أم مقتصرا فقط على مجال خاص ودقيق متعلق بصناعة الإلكترونية الحديثة.
