تعد رؤى الأموات في المنام من أكثر الرؤى شيوعًا بين الناس، وتختلف تفسيراتها حسب السياق والتفاصيل. عندما يرى شخص ما في منامه أن ميتًا يعطيه ذبيحة، فإن هذا الحلم يحمل دلالات ومعاني مختلفة وفقًا لتفسيرات العلماء والمفسرين.
في البداية، يجب التأكيد على أن الأحلام لا تنفع ولا تضر في ذاتها، وأنها ليست أساسًا لحكم شرعي. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، والرؤيا من تحزين الشيطان، والرؤيا مما يحدث به الرجل نفسه".
يرى الإمام ابن شاهين الظاهري أن من رأى الميت يعطيه طعامًا في المنام، فإن ذلك يتوقف على تصرف الرائي مع الطعام. فإذا أكل الرائي من الذبيحة أو شيئًا منها، فقد يدل ذلك على خير ومنفعة تصيب الرائي. أما إذا لم يأكل الرائي من الذبيحة، وإنما اكتفى بأخذها من الميت، فقد يدل ذلك على نقصان من مال الرائي بقدر ذلك الطعام، أو فوات رزق.
ويرى الإمام ابن سيرين أن رؤيا الأموات حين يعطون طعامًا للأحياء في المنام غالبًا ما تكون رؤيا خير، خاصة إذا كان ما يعطيه الميت للحي من محبوبات الدنيا.
أما الإمام عبد الغني النابلسي فيرى أن الحي إذا أعطى الميت من الطعام فقد يدل على ضرر أو مصيبة تقع على الرائي، أما إن كان الميت هو من أعطى الحي فإن ذلك قد يدل على رزق شريف يصيب الرائي وينتفع به.
وفي الختام، يجب التنويه إلى أن تفسير الأحلام يختلف حسب أحوال الناس وأزمانهم، ولا ينبغي الاعتماد عليها في بناء أحكام شرعية. فالصدقة عن الميت بعد رؤيته في المنام لا أساس لها في الشرع، وإنما هي بدعة.
