في سماء الليل المتلألئة، يلتقيان بصورة متشابهة لكنهما مختلفان تماماً؛ هما النجوم والكواكب. رغم تشابُهِهما للوهلة الأولى، إلا أنهما يندرجان تحت تصنيفين فلكيين مختلفين تماماً بناءً على خصائصهما الفيزيائية والفلكية. دعونا نتعمق أكثر ونستعرض هذه الاختلافات بشكل مفصل ومنطقي.
أولاً، من الناحية الفيزيائية، تعتبر النجوم مصدراً طبيعياً للإشعاع الكهرومغناطيسي بسبب عمليات الاندماج الحراري الداخلي التي تحدث داخلها. هذا يعني أنها تولد ضوءها وحرارتها بنفسها، مثل الشمس - الأكثر شهرة - والتي تعدّ نجمة قريبة جداً من كوكب الأرض. بينما الكواكب ليست مصادر للأشعة الضوئية ولا الحرارة نفسها. إنها تعكس فقط ضوء الشمس المنعكس عليها مما يعطيها مظهرًا متلونًا أثناء دورانها حول الشمس.
ثانياً، فيما يتعلق بالتركيب الكيميائي والمادية، معظم النجوم تتكون أساساً من الهيدروجين والهيليوم، مع وجود كميات ضئيلة من العناصر الأخرى الثقيلة نسبياً. أما بالنسبة لكواكب نظام شمسي واحد فإن التركيبة يمكن أن تكون متنوعة للغاية – بدءاً بكوكب زحل ذو الغلاف الغازي العملاق وحتى عطارد الصخري القريب من الشمس.
ثالثاً، موقع كل منهما ضمن النظام الشمسي له تأثير كبير أيضاً. جميع الكواكب تدور حول شمس مركزية واحدة وهي الشمس في حالة النظام الشمسي لدينا. ومع ذلك، قد تحتوي بعض الأنظمة الشبيهة بالنظام الشمسي على عدة نجوم مركزية مختلفة تُسمَّى "النظام الثنائي" أو حتى "النظام الثلاثي". هنا يكمن الفرق الكبير؛ إذ إن الكوكبات غالباً ما تدور حول نجوم فردية بينما النجوم عادة ما تكون مستقلة أو جزءاً من مجموعة متعددة النجوم.
وأخيراً وليس آخراً، هناك اختلاف واضح في الحركة والسلوك المداري لكل منها. تتميز حركات الكواكب بأنها دائرية إلى حدٍ ما وبمدارات ثابتة نسبيًا مقارنة بالنجم والذي يستطيع التحرك بمجموعة واسعة من الاتجاهات نتيجة جاذبية المجرة والقوة المركزية للسحب البادئة خلال عملية الولادة والنوفا والإعصار وغيرها الكثير.
أتمنى أن يكون هذا التعريف الموسَّع للموضوع الواضح وممتع للقراءة!